الإسلام شهاب الدين أحمد بن (حجر) العسقلاني وكان بينهما ما يكون ما بين المعاصرين فأنشد بديهة:
لجامع مولانا المؤيد رونق ... منارته تزهو على الفخر والزين
تقول وقد مالت عليه تمهلوا ... فليس على حسني أضر من (العين) ى،
فلما بلغ ذلك العيني أجابه بهذين البيتين، والمشهور أنهما من نظم الشيخ شمس الدين النواجي على لسان العيني:
منارة كعروس الحسن إذ جليت ... وهدمها بقضاء الله والقدر
قالوا أصيبت بعين قلت ذا خطأ ... ما أوجب الهدم إلا خسة (الحجر)
٦٣٠ - افتح عينيك
قال صاحب كتاب (سحر العيون):
كنت حاضراً في مجلس بين يدي شيخنا المرحوم برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن الملاح - وقد سأله بعض أبناء الأتراك أن يقرأ عليه في العروض، فكسر العين من العروض، فقال له الشيخ: افتح عينك.
٦٣١ - فكيف تدعي أنه لا حقيقة لشيء
في كتاب (تلبيس إبليس) لابن الجوزي: حكى أبو القاسم البلخي أن رجلا من السوفسطائية كان يختلف إلى بعض المتكلمين، فأتاه مرة فناظره، فأمر المتكلم بأخذ دابته، فلما خرج لم يرها، فرجع إليه فقال: سرقت دابتي. فقال: ويحك! لعلك لم تأت راكبا، قال: بلى، قال: فكرْ، قال: هذا أمر أتيقنه فجعل يقول تذكرْ فقال: ويحك، ويحك! ما هذا موضع تذكر، أنا لا أشك أنني جئت راكباً. قال: فكيف تدعي أنه لا حقيقة لشيء وأن حال اليقظان كحال النائم، فوجم السوفسطائي.
في (العقد) لابن عبد ربه: دخل رجل على المأمون فقال لثمامة بن الأشرس: كلمة: فقال له ما تقول؟ وما مذهبك؟ قال: أقول: إن الأشياء كلها على التوهم والحسبان، وإنما يدرك منها الناس على قدر عقولهم، ولا شيء في الحقيقة. فقام إليه ثمامة فلطمه لطمة سودت وجهه. فقال:(يا أمير المؤمنين) يفعل بي مثل هذا في مجلسك؟ قال ثمامة: ولعلي إنما دهنتك