للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يقدم للعالم.

وانتشرت أنباء نجاح الدكتور جودباستور، فصنع الألمان كل لقاح الجدري من البيض. ونجح الدكتور بيرنت في استراليا وربى فيروس الأنفلونزا في البيض. وأدركت الهيئات المختلفة أهمية الكشف الجديد فجربه معهد روكفلر لتربية فيرس الحمى الصفراء، فكان النجاح باهراً.

وما زالت المعاهد الطبية تقدم إلى العالم كل يوم لقاحاً جديداً، فقد أعلن الدكتور هرالدكوكس أن عدد أنواع الفيرس التي تنمو في البيض ٢٥ نوعا، منها التيفوس ومرض نوم الخيل الذي قتل في سنتين ٨٠ ألف حصان. ولفيرسه خطره على الناس أيضاً، فإنه فتك بسبعين في المائة ممن أصيبوا به ومن نجوا من الموت أصيبوا بانهيار في أعصابهم أو جنوا.

وهناك أمراض لم ينجح الباحثون بعد في كشف سر تربية فيرسها، ومثال ذلك مرض شلل الأطفال. ولكن العلماء يعتقدون أن التوفيق إليه قريب بفضل تقدم فن تربية الفيرس في البيضة، وما توصلوا إليه من تحسينات في أدوات حقن جنينها بالميكروب في أنحاء جسمه المختلفة. فمرة يحقن الفيرس في المخ، وأخرى في النخاع الشوكي، وثالثة في الجلد، ورابعة في العضلات، إلى غير ذلك من الأجزاء وهم يرجون أن تظهر أعراض المرض في أحد هذه الأعضاء فيتاح لهم صنع لقاحه ويكشفون سره.

وكانت القوات المحاربة الأمريكية من أسرع الهيئات التي استعانت بأبحاث الدكتور جودباستور، فوفرت على جنودها شر الإصابة بالأوبئة الفتاكة التي تعتبر من لوازم الحرب في المناطق الحارة في المحيط الهادي، وبالتالي تيسر لهم النصر في معارك القتال المختلفة. ولولا هذا الاكتشاف وما أضفناه على الجنود من صحة وطمأنينة لانقلب ميزان هذه المعارك، فالجندي المريض عبء على الجيش تخسر وحدته جهده، كما تزيد جهد الأقسام الطبية مما قد يؤجل النصر إن لم يمنعه.

فوزي الشتوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>