بعض الناس أن يكون. وهذا ما أدركه الأستاذ محمد عبد الغني حسن، وكشف عنه بإشارات ألمعية وبيان نفاذ. وما أحسبني إلا قد انتهجت لهذه الغاية طريقا سويا مفتوحا لا عوج فيه ولا يحوجنا إلى بدعة (المفاتيح) هذه التي يجري وراءها بعض (المحدثين) في هذه الأيام.
أما ما استدركه الأستاذ الناقد من أنني لم أشر إلى المراجع التي وردت فيها أقوال من استشهدت بهم، فاستدراك ينصب لا على كتابي وحده، بل على أكثر الكتب التي ظهرت إلى الآن في سلسلة (أعلام الإسلام): لأن المجال أمام المؤلفين ضيق محدود، وهم كما رأى الأستاذ نفسه، (مقيدون بقدر الصفحات لا يتعدون حدوده). وأنا أؤكد لصديقي عبد الغني حسن أن هذا القيد الذي أشار إليه كان أثقل على نفسي من أي شيء سواه.
أما ما لاحظه الأستاذ عبد الغني من ورود بعض الأعلام بالحروف الأول دون ذكرها كاملة فمرجعه إلى أن تلك الأسماء إنما أوردتها كما هي في نصوص من كلام محمد عبده نفسه، ولم يكن يسعني أن أغير فيها ما دمت أنقلها اقتباسا (وقد وضعتها بين أقواس صغيرة إشارة إلى هذا)، ولم يكن ثمة حاجة ملحة للكشف عنها لأنها أسماء أشخاص مغمورين ممن لا خطر لهم وان كانوا من أصحاب المناصب الكبيرة. وعندي أنه كان من الميسور إغفال أسمائهم بالمرة، دون أن يؤثر ذلك في سياق الكلام أو يقلل من مغزى الرواية.
وأود أخيراً أن أوجه خالص الشكر إلى صاحب (الرسالة) الذي هيأ لنا هذه الفرصة الممتعة للوقوف على مثال طيب من النقد النزيه الصادر عن خلوص النية وسداد النظرة وصدق الشعور.
عثمان أمين
الحوماني في فلسطين
هبط فلسطين منذ أيام الأستاذ محمد الحوماني صاحب مجلة (العروبة) في بيروت، وناظم ديوان (حواء)، وناقل رسالة الأدب العربي إلى أمريكا. وقد احتفل به جماعة الأدباء في يافا، وألقى مختارات من شعره في قاعة المعهد البريطاني هناك. وأقامت له اللجنة الثقافية في جمعية الشبان المسيحية في القدس حفلة دعي إليها جمهور غفير من المثقفين، وأنشدهم في نهايتها كثيراً من قصائده العصماء.