فكتب تحت السؤال: لو نُعت هذا لأبي حنيفة، لأقعده خليفة، وعقد له رأيه، وقاتل تحتها من خالف رأيه. ولو علمنا مكانه، لقلبنا أركانه. فان أتبع هذه الأسماء أفعالا، وهذه الكنى استعمالا، علمنا أنه أحيا دولة المجون، وأقام لواء ابنه الزرجون، فبايعناه وشايعناه. وإن تكن أسماء سماها ماله بها من سلطان خلعنا طاعته، وفرقنا جماعته؛ فنحن إلى إمام فعال، أحوج منا إلى إمام قوال.
٦٣٥ - يمشي في جنازته
في (معجم البلدان) لياقوت:
مسعر بن مهلهل في رحلته: بلغنا أن نصر بن أحمد السعيد الساماني (صاحب خراسان وما وراء النهر) عمل قبره قبل وفاته بعشرين سنة، وذلك أنه حدّ له في يوم مولده مبلغ عمره، وأن موته يكون بالسل، وعرف اليوم الذي يموت فيه، فخرج يوم موته إلى خارج بخارا، وقد أعلم الناس أنه ميت في يومه ذلك، وأمرهم أن يتجهزوا له بجهاز التعزية والمصيبة، فسار بين يديه ألوف من الغلمان وقد ظاهروا اللباس بالسواد، ثم تبعهم نحو ألف جارية، ثم جاء عامة الجيش والأولياء حاثين التراب على رؤوسهم، واتصلت بهم الرعية والتجار في بكاء شديد. وشهر هو نفسه بضرب من اللباس، ثم جاء أولاده يمشون بين يديه حفاة وبين أيديهم وجوه كتابه وخدمه وقواده، ثم أقبل القضاة والعلماء يسايرونه في غم وكآبة، وأحضر سجلا كبيراً ملفوفاً فأمر القضاة والكتاب بختمه، وأمر نوحاً ابنه أن يعمل بما فيه. واستدعى شيئاً من حساء في زبدية من الصيني ثم تناول منه شيئاً ثم تغرغرت عيناه بالدموع وتشهد، وقال: هذا آخر زاد نصر من دنياكم، وسار إلى قبره ودخله وقرأ عشراً فيه، واستقر به مجلسه، ومات. . .!!!
٦٣٦ - يحب البلاء لماش كريم
أبو سعيد المخزومي:
إذا كنت في بلدة نازلا ... وحل الشتاء حلول المقيم
فلا تبرزن إلى أن ترى ... من الصحو يوماً صحيح الأديم