للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكم من لئيم غدا راكباً ... يحب البلاء لماش كريم

٦٣٧ - لولا المشقة

قال ابن خلكان: بلغني أن ابن مطروح كتب - قبل ارتفاع درجته - رقعة تتضمن شفاعةً في قضاء لبعض أصحابه أرسلها إلى أحد الرؤساء، فكتب إليه ذلك الرئيس في جوابه: هذا الأمر علي فيه مشقة.

فكتب أبن مطروح جوابه ثانياً: (لولا المشقة)

فلما وقف عليها ذلك الرئيس قضى شغلَه وفهم ما قصده وهو قول المتنبي:

لولا المشقةُ ساد الناسُ كلُّهُمُ ... الجودُ يُفقرُ، والإقدام قتّالُ

٦٣٨ - لا جرم أن اثر الحسد فيك. . .

قال إسحق الموصلي: أنشدت الأصمعي شعراً لي، على أنه لشاعر قديم:

هل إلى نظرة إليك سبيلُ ... يروَ منها الصدى ويشف الغليل

إن ما قل منك يكثر عندي ... وكثير من الحبيب القليل

قال لي: هذا - والله - الديباج الخُسرواني.

فقلت له: لا جرم أن أثر الحسد فيك. . .

٦٣٩ - أشم نسيم قرطبة

قال ابن بشكوال: دخل الشيخ أبو بكر بن سعادة مدينة طليطلة مع أخيه على الشيخ الأستاذ أبي بكر المخزومي فسألنا:

من أين؟

فقلنا: من قرطبة!

فقال: متى عهدكما بها؟

فقلنا: الآن وصلنا منها!

فقال: اقربا إلى أشم نسيم قرطبة. فقربنا منه فشم رأسي وقبله وقال في اكتب:

أقرطبة الغراء هل لي أوبة ... إليك وهل يدنو لنا ذلك العهد

سقى الجانب الغربي منك غمامة ... وقعقع في ساحات روضتك الرعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>