في أدبهم إلى السطحية وأخذ يحثهم على العناية بالموضوع دون الشكل، وهم إنما درسوا الأدب قاصراً على الشعر والنثر الفني المصنوع، وهو الذي يعيبه الأستاذ احمد أمين على الأدباء.
إنني لا أنكر أنه قد أتى على الأدب حين من الدهر مال فيه الكتاب إلى العناية بالأسلوب أكثر من عنايتهم بالموضوع، بل أسرفوا في ذلك حتى عيب عليهم، ولكن هذا النوع من الكتاب أقلية إذا قيسوا بغيرهم من أدباء اللغة العربية، وقد أخذ عليهم إسرافهم في العناية بالألفاظ وتنميقها أكثر من عنايتهم بالأفكار وتوليدها والموضوع ودراسته؛ فلم يكن لما عيب عليهم أثر إلا بمقدار ما تظهر بدعة غير مستحسنة في عصر من العصور، ثم لا تلبث أن تهمل لما يشق فيها على الناس، على أنه كان لأدب هؤلاء موضوعه الذي يحله محله من مباحث الأدب العام.
ولم يحل وجود هؤلاء الكتاب الشكليين في عصور الأدب أن نفهم الأدب على حقيقته في الشعر والنثر المشبه الشعر في عصورنا هذه فيظهر فينا الكتاب الذين يعتمدون على الموضوع في أسلوب، لا على الأسلوب له صورة موضوع.