للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الساعة الرابعة بعد ظهر يوم السبت الماضي احتفلت بيروت بذكرى الكاتب الفيلسوف الأستاذ أمين الريحاني بمناسبة قرار الحكومة اللبنانية (رفع رسمه في دار الكتب الكبرى، وإطلاق اسمه على أحد الشوارع المعروفة)، فافتتح الحفلة وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة، وخطب صاحب الدولة رئيس الوزارة السورية، فمندوب المملكة السعودية، ثم أنشدت قصيدة للأستاذ خليل مطران بك عن مصر؛ ثم تتابع على المنبر الأساتذة: خليل تقي الدين، وخليل السكاكيني، وسامي الكيالي، وعمر الفاخوري، وفؤاد باشا الخطيب، فوفوا صاحب الذكرى حقه من الإشادة بفضله والاعتراف بجميله.

ومصر الأدبية تشاطر المحتفلين الأفاضل هذه العاطفة الكريمة وتسأل الله أن يتغمد فقيد العربية بالرضوان والرحمة.

محمد رمزي بك مؤرخ البلدان المصرية

يلاحظ الذين يقرئون في كتاب (النجوم الزاهرة) لابن تغري بردى تعليقات ثمينة على الأماكن الأثرية والمدن والقرى المصرية.

وتكاد هوامش هذا الكتاب القيم تزدحم بهذه التحقيقات التي تدل على بسطة في العلم وسعة في الاطلاع، حتى ليخيل إلى القارئ أن صاحبها لم يدع أثراً من آثار مصر ولا خطة من خططها إلا تعرف إليه معرفة الخبير.

ذلك العالم الذي فجع العلم بوفاته في الأسبوع الماضي هو المرحوم محمد رمزي المفتش بالمالية سابقاً ومؤرخ المواقع المصرية ومحقق تاريخ الآثار والديار وصفتها وتحديد أماكنها القديمة إذا كانت ضاعت معالمها

كان محمد بك رمزي دليلا حافلا من دلائل الآثار المصرية وخاصة الإسلامية منها. وقد عرفت له الهيئات العلمية والدوائر الرسمية هذا الفضل فكانت تأنس إلى رأيه وتطمئن إلى تحقيقه ولطالما تهافتت عليه الهيئات وألحت عليه فصرفته عن التأليف المستقل إلى الكتابة هنا وهناك وهو في ذلك لا يشفق على سنه العالية؛ كأنه كان يزيد على الهرم مضاء وفتاءً.

ويشهد بهذا الفتاء الجزء التاسع من (النجوم الزاهرة) الذي خرج إلى سوق الأدب من عهد غير بعيد فإذا به يفيض بتحقيقات عجيبة لا يتسع لها صدر رجل جاوز السبعين. فهو

<<  <  ج:
ص:  >  >>