الهندسة الحديثة. وكان من الممكن البقاء على مدرسة المهندسخانة القديمة مع إدخال ما استدعاه التطور الحديث فيها.
نعم كان ذلك ممكنا وتبقى كلية الهندسة مستقلة كل الاستقلال بل بعيدة كل البعد عن كلية الحقوق وعن غيرها من الكليات الأخرى. كل ذلك صحيح، ولكن أنى يكون لنا عندئذ بفكرة الوحدة الهائلة العظيمة التي تضم عدداً كبيراً من الكليات تحت لوائها في إدارة واحدة يشرف عليها جميعاً مدير واحد يضم شتاتها ويوحد صفوفها لتسير في اتجاهات متوازية إلى غرض واحد؟ أنى يكون لنا عندئذ بتلك الوحدة الجامعية التي تضم الآلاف المؤلفة من شبابنا تحت لواء واحد يعملون جميعاً في تلك الصفوف المتوازية المتقاربة المتعاونة سائرة في اتجاه واحد لا يصطدم بعضها ببعض ولا يتعارض بعضها مع بعض إلى هدف واحد تهفو إليه مصر كلها وتنزله المنزلة الأولى من نفسها وتضعه في السماك الأعلى من آمالها؟ فلا شك إذن أن فكرة الوحدة الجامعية فكرة رائعة توحي إلى الشباب بالوحدة والقوة وتقضي على كثير من تلك الخلافات السخيفة التي يؤدي إليها اختلاف الثقافات. فهي مكسب هائل وربح عظيم ربحته مصر فدفعها نجاحها في الحصول على هذا الكسب أن خلقت في العاصمة الثانية أختا للأولى تشاركها في مسئولياتها وتسير في نفس اتجاهاتها مما سيؤدي أن شاء الله إلى خلق غيرها وغيرها بفضل توفر البحث وتضافر الجهود.
نسأل الله أن يسدد خطى العاملين لرفع شأن الثقافة وتوحيد اتجاه التعليم ومقاصده للنهوض بالناشئين أبناء الجيل الحاضر نهوضاً يتناسب مع مركز مصر بين أمم الأرض عامة وبين أمم الشرق والعروبة خاصة في ظل جلالة الفاروق المفدى.