للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يعير ابن الزيات بتجارة الزيت، فلما بلغ البيتان ابن الزيات كتب إلى القاضي أحمد يعيره ببيع القار وكان أبوه يبيعه

يا ذا الذي يطمع في هجونا ... عرضت بي نفسك للموت

الزيت لا يزري بأحسابنا ... أحسابنا معروفة البيت

قيرتم الملك فلم ننقه ... حتى غسلنا القار بالزيت

ونشد أبو تمام محمد بن عبد الملك قصيدة يقول في مطلعها (لهان علينا أن نقول وتفعلا) فيثيبه عليها ثم يوقع له

رأيتك سهل البيع سمحا وإنما ... يغالي إذا ما ضن بالشيء بائعه

فأما الذي هانت بضائع بيعه ... فيوشك أن تبقى عليه بضائعه

هو الماء إن أجممنه طاب ورده ... ويفسد منه أن تباح شرائعه

فيجيبه أبو تمام منكرا عليه هذا التوقيع

أبا جعفر إن كنت أصبحتُ شاعراً ... أسامح في بيعي له من أبايعه

فقد كنت قبلي شاعراً تاجراً به ... تساهل من عادت عليك منافعه

فصرت وزيراً والوزارة مكرع ... يغص به بعد الذاذة كارعه

وكم من وزير قد رأينا مسلطا ... فعاد وقد سدت عليه مطالعه

والله قوس لا تطيش سهامها ... ولله سيف لا تفل مقاطعه

وقد حمل أبا تمام بقسوة ملاحظته أن يرد عليه رداً ثقيلا فيه هجاء وفيه تذكر بما قد يؤول إليه أمره مما يتمناه له حساده وأعداؤه وقد صار أبو تمام بهذا أحدهم.

(للحديث بقية)

عبد اللطيف ثابت

<<  <  ج:
ص:  >  >>