انحلالا تدريجيا شرعت الإمارات الصغيرة تستولي على دور الطراز السلطانية أو تنشئ دوراً جديدة، وعلى الخصوص في الأندلس وأفريقية الشمالية. ولإمام اليمن مصنع ملكي للطراز في صنعاء من المرجح أنه منحدر انحداراً مباشراً عن مصنع الطراز الذي كان للخلفاء.
وفي تاريخ غير معروف أنشئ مصنع ملكي للطراز على الضفة الشمالية لنهر دجلة بالقرب من الرصافة، ولا بد أنه كان يضم مساحة كبيرة من الأرض. وكانت بغداد كما هو المنتظر من دخلها الضخم وبلاطها المترف وسكانها الذين يقدرهم بعض من يحتج بهم بمليونين من الأنفس - أعظم مركز لصناعة المنسوجات في العالم الإسلامي. وكانت حلل ولاية العرش تصنع في دار الطراز حتى في العصور الأخيرة للخلفاء العباسيين المغلوبين على أمرهم والذين كادوا لا يملكون من سلطان الحكم أكثر من اعتمادهم لأولئك الذين كانوا يغتصبون السلطة في أيديهم. فقد كانوا مثلا يرسلون مجموعة من الحلل الملكية لأمير مثل محمود الغزنوي، محتوية على منسوجات بغداد الخاصة. وقد عثر علماء الآثار القديمة على نماذج موشاة بالكتابة من صنع دار الطراز ببغداد في أجزاء أخرى من الإمبراطورية الإسلامية.
وكان من الطبيعي أن أنواعا شتى من المنسوجات كانت تصنع أو تباع في العاصمة الإسلامية. فاليعقوبي يحدثنا عن تجار للمنسوجات الخراسانية بالقرب من ناحية الكرخ وكانت بعض أجزاء مدينة بغداد تسمى بأسماء النسيج الذي تصنعه أو تبيعه فالنسيج الذي من صنف التستر كان يشترى من حي التستارية. وتستر مدينة من مدن خوزستان على رأس خليج العجم. ومن الشائق أن نذكر أنه كان في تلك الولاية كثير من مصانع الطراز ترجع نشأتها إلى عهد الدولة الساسانية التي كان ملوكها قد نقلوا الصناع من حدود رومية ليؤسسوا صناعاتهم في جنوبي بلاد العجم وفي العراق. وربما كانت الثياب الديبقية تصنع في حي الديبقية على نهر عيسى، وهو طبعا نسيج أصله مصري، كما أنه قد يكون أكثر الأنسجة تردداً على الألسنة وأعلاها قدراً في ذلك العصر. ويصف لنا الغرناطي نسيج العتابي بأنه مقلم كجلد حمار الوحش، وهو حيوان يقول عنه إنه من فصيلة الحمير، وقد رآه في القاهرة وعندما مات ذلك الحيوان حفظ جلده وحشي قطنا لعرضه في أيام المواسم.