ورد القاهرة في الأسبوع الماضي على الرحب والسعة المربي الكبير الأستاذ ساطع الحصري بك. زعيم النهضة العلمية في العراق، والمستشار الفني لوزارة المعارف في سورية، واحد أقطاب الفكر في الشرق، ومؤلف الكتاب القيم (دراسات عن مقدمة ابن خلدون)؛ ورد القاهرة يستجم قليلا بعد أن قضى سنة في العمل المتصل، متنقلاً من مدن الشام إلى قراه، يزور المدارس، ويدرس المناهج، ويبحث النظم، حتى استطاع أن يضع للتعليم في سورية دستوراً على أحدث الطرق التربوية الحديثة يلائم نهضتها ووطنيتها وعقيدتها ووحدتها، ثم أخذ يدعو إليه ويدافع عنه حتى نفذ. وقد نزل الأستاذ في فندق شبرد، فأقبل عليه المشوقون إليه والمعجبون به يرحبون بمقدمة وينعمون بلقائه.
معرض سيدات القاهرة
المعرض الذي أقيم في نادي سيدات القاهرة خلال هذا الشهر، لا يقل في مستواه عن أي معرض شاهدناه. والرسوم المعروضة كلها من رسم سيدات وآنسات، والبعض منهن لسن مصريات، ولكنهن عشن في مصر واستوحين تربتها السمراء وسماءها الصافية ومشاهدها المختلفة.
واحسن صور هذا المعرض من عمل الآنسات مرجريت يزبك وجان كوهين ومنيرفا فرح وكلو بادارو، ولكل طابعها وشخصيتها المميزة.
فرسوم الآنسة يزبك مفعمة بالعاطفة الشابة، وفي صورها شيء من الشاعرية، وهي ترسم وكأنها تصلي أو تغني وتبذل كل حرارة قلبها في الصلاة أو الغناء
وللآنسة جان كوهين صورة شخصية لرجل (دكتور هيكمان)، والآنسة جان رسامة بارعة ناضجة، قد وفقت فيما رسمت توفيقاً كبيراً، فأعطتنا خلاصة شخصية الرجل الذي رسمته، ويبدو أنه رجل ممتاز، فالصورة تنطق بالعمق والعزم ويقظة الحيوية النفسية.
أما لوحات الآنسة منيرفا فرح - وهذه أول مرة أسعد فيها برؤية صورها - فهي خير برهان على أن الآنسة الفنانة تجد جديداً يهز مشاعرها في الأشياء التي تصادفنا كل يوم ولا نحفل بها. وهي حين تعرض علينا صورها تشركنا في عواطفها المتجددة، وتفتح عيوننا على ألوان من الجمال كثيراً ما نغفل عنها. وتلك هي رسالة الفن.