والآنسة عطيات فرج توفق أحياناً فتبلغ مستوى زميلتها وصديقتها (جان) وتقصر أحياناً، وهي غالباً ما تحمل لوحاتها أكثر مما تطيق هذه اللوحات احتماله من الأشكال والألوان، فتضيع (الوحدة الفنية) ويتوزع اهتمام الناظر المتأمل، ويبدو اها تبذل في عملها مجهوداً كبيراً، ولكن كل هذا الإجهاد لا يصل بها دائماً إلى غايتها، ولألوانها طابع قاتم، وليس لنا اعتراض عليه ما دام وحي شخصيتها واحساساتها، ولا شك أنها في طريقها إلى النجاح الكامل.
وقد وقفت الآنسة أنايت شمليان في منظر من مناظر الطبيعة الصامتة، ولكنها لم تبلغ المستوى نفسه في لوحيتها (العارية) و (زهور).
وهناك فنانات ما زلن في منتصف الطريق: ففي صور (ماريان بيرسن)، نجد أن الإحساس أقوى من الأداء، ومع ذلك فهو إحساس لم يتركز بعد، كما أن الألوان غير ناضجة، وفي صور (عم رضوان) للآنسة قدرية علوية نجد المظهر الخارجي للشيخ المسن، ولكنها لم تنجح في نقل صورته النفسية.
ونعتقد أن المستقبل والاجتهاد، كفيل بأن يصل ببعض هؤلاء الفنانات إلى مستوى أرقى، واللواتي بهذه الجملة الأخيرة، هن الآنسات: قدرية علوية، ومفيدة شعبان، وكوكب يوسف. والمعرض في مجموعة مجهود لا بأس به.
نصري عطا الله سوس
نقص إرشاد الأريب
إجابة عن تساؤل الأستاذ أحمد أحمد آل صالح المذكور في عدد (الرسالة ١٦٠) أقول: إننا لا نستطيع أن نتهم ياقوتا الحموي بإغفال بعض الفحول، غير أن الكتاب لم يصل إلينا كاملاً، كما ذكر ذلك الغرباني مرجليوث في مقدمة الطبعة الأولى. وأمر آخر هو أحد الوراقين كان لفق جزءاً وباعه للغرباني مرجليوث على أنه من (إرشاد الأريب)، فطبعه وألحته بطبعته، وراج ذلك على الدكتور الرفاعي فنشره في طبعته الأخيرة. ونفس ياقوت لا يخفى على الحاذق.
وفي دار الكتب المصرية، مختصر لإرشاد الأريب، لعله يتيسر لنا الإطلاع عليه قريباً، فنستبين منه بعض ما خفي علينا من أصله.