للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صابوا بستة أبيات وواحدة ... حتى كأن عليها جادياً لُبسَداً

واللبد هو الكثير.

والدَّيجَان هو الكبير من الجراد.

والجُنْدُعُ أو الخَنْدَع أو الحندع جندب أسود له قرنان طويلان وهو أضخم الجنادب.

وكان العرب على علم بأطوار نمو الجراد وتطوره وتزاوجه فقالوا غرزت الجرادة أو رزت أو متحت أي أثبتت ذنبها في الأرض لتسرؤ أي تدفن بيضها في الأرض فهي غارزة، والمغرز هو موضع بيضها، والجرادة السرؤ هي التي أسرأت أو سرأت أي ألقت السرء أي المكن وهو البيض. ويطلق العرب المكن على بيض الضب كذلك كما سبق القول.

ويقول العرب مكنت الجرادة فهي مكون إذا كانت حبلى أي جمعت البيض في جوفها وحفظته فيه فإذا ألقته فهي السلقة. فإذا لم يكن في جوفها بيض فهي جرادة صفراء.

وإذا انقف الجراد بيضه أي ألقاه فإنه يتنفس عن السروة وهي صهباء إلى البياض وهذه تصبح دبا عندما تأخذ في الحركة قبل أن تنبت أجنحتها أي قبل أن يطير فتكون الأرض لوجوده مدبوءة أو مدبية وواحدته دباة. والدبى اسم مكان بالدهناء يألفه لجراد فيبيض فيه. والدبا يكون في أول أمره قمصاً كالعث صغراً (الطور الحوري الأول) ثم يصبح كالقمل سوادا ويسمى الحبشان (الطور الحوري الثاني) فإذا سلخت الحبشان صارت يرقاناً فيها جدة سوداء وجدة صفراء (الطور الحوري الثالث) وجميع هذه الأطوار يسميها العرب خرشفاً وهي أشره ما يكون، ويسلخ اليرقان المعين أو الخيفان وتظهر فيه خطوط مختلفة من بياض وصفرة (الطور الحوري الرابع) ثم يصبح مرجلا أو كتفاناً لظهور أوائل أجنحته ولأنه إذا تحرك لا يطير بل يقفز في الأرض مثل المكتوف الذي لا يستعين بيديه إذا مشى، ويسمى، كذلك عتاباً لأنه يعتب أي يقفز (الطور الحوري الخامس) ثم يصبح غوغاء حين يخف للطيران (الطور الحوري السادس). وقد سمي العرب السفلة المتسرعين إلى الشر من الناس بالغوغاء لكثرة لغطهم وجلبتهم. ثم يصبح عند ما يطير جراداً (الطور البالغ). والمسيح هو الجراد إذا صار فيه خطوط سوداء وصفر وبيض وتسييح الجراد هو ما يخرج منه من ألوان شتى حين يزحف.

<<  <  ج:
ص:  >  >>