للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد عرف العرب الكثير عن أعضاء الجراد، فقالوا إن للجرادة تأشيرة وهي التي تعض بها والتأشير أيضاً شوك ساقية أما الأشرتان أو الاثناء أو الأطواء فالعقد التي في رأس الذنب كالمخلبين وبها يرز الجراد أي يدفن بيضه في الأرض، ويقال للمخلبين اللذين تحت الساقين المنشاران. والنخاع هو الخيط الذي في حلق الجرادة كاللسان. والبخنق جلباب الجراد على أصل عنقه والمنكبان هما رؤوس الأجنحة - والأجنحة أربعة: اثنان أعلياّن غليظان هما الظهران واثنان سفليان رقيقان هما القشران والحؤشوش أو الجوش أو الجوشن هو صدر الجراد وله ست أيد وهي في الجوشن. وسرم الجراد هو ما خلف الجوشن وهو ذنبها

وكان العرب على علم بتجمع الجراد وهجرته وتفرقه فقالوا حوم الجراد في السماء أي حلق. وسام الجراد سوما إذا دخل بعضه في بعض. وهمش إذا تحرك ليثور. وارتهش إذا ركب بعضه بعضاً حتى لا يرى معه تراب. وقالوا الشفترة تفرق الجراد. والجراد المشفتر هو المتفرق قال الشاعر:

فترى المرو إذا ما هجرت ... عن يديها كالجراد المشفتر

وعيران الجراد هي أوائله المتطرفة القليلة - وأرجال الجراد أي جماعة أو طوائفه تسمى القفعة. فإذا كانت غير كثيرة فهي الشيتان. أما إذا كانت كثيرة فهي الطبق أو الثوالة لتثولها وتراكبها. ورجل الجراد هي قطعة أو خيط يملأ مكاناً بقدر ميل فإذا كان أكثر من ذلك فهو زحف. فإذا سد الأفق من كثرته فهو السد أو العارض أو العرض، فإذا كان أقل من ذلك فهو الحذقة. وصرير الجراد وفصيصه هو صوته، وحنشزته هي صوت أكله.

وقد وصف شعراؤهم ثوران الجراد وتحركه وأضراره أبلغ وصف. فقال ساعدة:

رأى عارضاًً يهوي إلى مشمخرة ... قد أحجم عنها كل شيء يرومها

والعارض كما قلنا هو السرب العظيم من الجراد يرى كالسحاب في ناحية من السماء كأنه يسد الأفق. ومنه قول العرب أتانا جراد عرض أي كثير.

(البقية في العدد القادم)

الدكتور محمد مأمون عبد السلام

<<  <  ج:
ص:  >  >>