عندما لا يكلف أكثر من أن ينطق ويقول شخص مقصر في واجب نبيل، والظروف التي تبرر له ذلك ظروف حقيرة مستهجنة. قد يكون حق في تذمر البعض من المجتمع لا يكيل المديح للمكتشفين ولا يفيهم حقهم من التقدير والإكبار، وإنما ينظر بعين التقديس والإعجاب لأبحاثهم ما دامت سراً مستغلقاً حتى إذا ما أعلنت صرخ بملء فيه (أهذا كل ما هنالك؛). . . ولكن أيكفي هذا لنمسك عن المجتمع ما هو بأمس الحاجة أليه، وما يحتمل أن يجني منه المغانم الوافرة؛ أيحق للطبيب أن يرفض تقديم الإسعاف والمساعدة لمريض مخطر حينما لا يتأكد من تقدير المريض له واعترافه بالجميل؛. . . إن نفسي لا تقر النظام الكريه الذي تبناه جيراننا في كتم الأسرار. . إن هناك ما هو أهم وأسمى من هذا كله. . . هو واجبنا نحو الإنسانية بأسرها. فالعلماء العاملون في حقل العلم لترقية وتقدمه يجب أن يكونوا اخوة ورفاقا ومواطنين في عالم واحد. . .)
إننا لننظر إلى المستقبل القريب بعين الرجاء والأمل: الرجاء بأن تزول من العالم هذه العلل المستعصية الفتاكة، والأمل بأن تكشف هذه الأزمة عن انتشار مبادئ الحق والحرية والعدل والمساواة في كل الشعوب.