أصبحت الجامعة العربية أمراً واقعاً، وحقيقة ثابتة. وقد خلصت الجمعيات التي قامت لأجلها، والكتاب الذين دعوا إليها من التخبط في تعريق غاياتها وتحديد أغراضها وكذلك اطمأنت نفوس من كانوا يتوجسون من تأليفها، لزعيم باطل أو وهم مدخول، بأنها ستكون جامعة إسلامية تناوئ أو تقضي على كل ما هو غير إسلامي. أما الآن فقد وضح أمرها فصار في وسع كل إنسان أن يقول:
(إن الغرض من الجامعة العربية توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقاً للتعاون بينها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها)
(وكذلك من أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً بحسب نظم كل دولة منها وأحوالها في الشؤون الاقتصادية والمالية، والاجتماعية والصحية، والمواصلات والثقافة، والجمارك والجنسية)
وإذا سأل سائل، الرجال الذين وقَّعوا وثيقة هذه الجامعة عن رأيهم فيها سمعنا دولة النقراشي باشا يقول باسم حكومة مصر
(أنها ضرورة تدعو إليها الظروف الدولية في هذا الوقت. لقد أردتم وأردنا أن تكون هذه الجامعة جامعة سلام ووفاق وهي هذه الصورة التي سوف تراها الدول وتستقبل بها عهداً جديداً للبلاد العربية، أساسه التضامن وحسن التفاهم)
ويقول دولة السيد فارس الخوري باسم حكومة سورية:
(نحن مطمئنون إلى أن هذه البداءة المتواضعة تأخذ مجراها في طريق النمو إلى أن تبلغ