مكافحته مستعينة في ذلك بأحدث ما وصل إليه العلم من وسائل الكفاح مما تجده مفصلا في تقريرها عن (غارة الجراد الكبرى على مصر سنة ١٩١٥) فكان مما فعلته أن قررت مكافأة قدرها جنيه واحد لمن يدل على موضع بيض جديد في الصحراء فكشفت بذلك مغارز عديدة لبيضه فبلغ ما جمع من البيض في هذه الغارة ثلاثمائة وأربعين ألف أقة تحوي ثمانية وعشرين بليون بيضه. وبلغ مقدار ما جمع من الجراد نفسه عشرة ملايين أقة أي نحو ثمانية بلايين جرادة سوى النطاط
واستعانت وزارة الزراعة في هذه الغارة بعدة مصالح حكومية كالمالية والمساحة وخفر السواحل وعينت دوريات من الهجانة للبحث عن الجراد في الصحاري وقد بلغت نفقات هذه الحملة سبعة عشر ألفا من الجنيهات.
وأغار الجراد بعد ذلك على مصر في أواخر سنة ١٩٢٩ وأوائل سنة ١٩٣٠ غارته الكبرى التي كلفت البلاد في مقاومته ربع مليون من الجنيهات.
ومن ثم أخذت وزارة الزراعة في دراسة أحوال الجراد وغاراته دراسة علمية منظمة، فأنشأت فرعا لأبحاثه ومكتبا لمقاومته، وأخذت ترسل حملات الاستكشاف في صحاري مصر وبلاد العرب لتتبع حركاته ومقاومته في مواطنه قبل أن يستفحل أمره وتصعب مقاومته، وعقدت المؤتمرات مع الدول المهددة بغارته للتعاون وتبادل الرأي في مكافحته. وقد سجل الأخصائيون المصريون بوزارة الزراعة صفحة عالمية مجيدة في أبحاث الجراد وطرق مقاومته. وقد وضعت وزارة الزراعة نظاماً دقيقاً لمقاومة الجراد كفل للبلاد الوقاية التامة من شره وأذاه.