نقبل هذه المعرة القومية، ونرضى بهذا الهوان الفكري؟)
ثم قالت في موضوع آخر:(وقد كان علينا أن نحل مشكلة رئيسة في التدوين الموسيقي كادت تستعصي على الحل، فإن الموسيقى تكتب من اليسار إلى اليمين، على العكس من الألفاظ التي تكتب من اليسار. وقد وقفنا طويلا أمام هذه المشكلة ثم انتهينا إلى حل يجمع بين الحرص على أصول الفن الموسيقي، والوفاء للغة العربية والمحافظة على تقاليدها، فجعلنا الكلمة وحدة ظاهرة، ولم نكتف بذلك فعمدنا إلى كتابة مقاطع كل كلمة سالكين في إثباتها الطريقة العروضية، فزال بذلك كل إبهام في المقابلة بين المقاطع اللفظية والمقاطع الموسيقية وبقيت الألفاظ سهلة القراءة بادية للعيان).
وعما قريب تصدر هذه الأغاني المختارة فتسدي إلى اللغة العربية والموسيقى المصرية معروفا يخلد الشكر عليه بخلوده.
بين شاعرين
سيدي الأستاذ الكبير عزيز بك أباظه.
لا أكتب إليك للشكر على التعزية أو على التقدير. فأننا نحيا - إن سميت هذه حياة - في جو واحد، وننطوي على فجيعة واحدة. وهذه المشاركة تغني بيننا عن كل عبارة.
وما يزال لدي الكثير من الأشعار. ولعل صفحات الرسالة والثقافة تتسع لنشرها. وهذه القصائد ما نشر منها وما لم ينشر نظمت جميعها تقريباً في شهر فبراير على أثر الوفاة. فهي الحصاد المشئوم لشهر وبعض شهر. وإني لا أدري كيف نظمت، وكيف كان النظم على هذه السرعة وأنا لست من أهلها. ولكن الذي أدريه أنني ليس لي فيها شيء، وأنها (هي) صاحبتها. (فهي) التي حفزتني منذ حين إلى التوفر على إخراج ما أخرجت من كتب؛ و (هي) الآن التي تملي علي ما أنظم من قصيد بعد أن انقطعت عن قوله سنوات وسنوات. ولقد كنت ماضيا على هذا الانقطاع على الرغم من حث كرام الأصدقاء والزملاء لي على مراجعته. وأخيراً. . . أخيراً يكتب لي أن أعود إليه، وأن يكون العود غير أحمد.