ويا ربِّ، لا كانت إلى الشعر رجعة ... فأني - ولو كان الخلودَ - لخاسر
كان الله في عونك وعوني.
عبد الرحمن صدفي
الأطياف الأربعة
(أصدرت (لجنة النشر للجامعيين) هذا الكتاب الذي اشتركت فيه أقلام (الاخوة الأربعة). وقد كتب أحدهم: الأستاذ سيد قطب. هذا (التعريف) للمؤلفين وللكتاب وهو يعطي لمحة عن شخصياتهم، وعن طريقتهم كذلك).
صبية وفتاة، وفتى وشاب. . . أولئك هم الأطياف الأربعة! اخوة في الدم، اخوة في الشعور. كلهم أصدقاء، وذلك هو الرباط الأقوى. إنهم يقطعون الحياة كأنهم فيها أطياف. هم أنفسهم كل ما يملكون في الكون العريض! كل ما يربطهم بالكون أن يتطلعوا إليه هنية، ليرده، صورا في عالمهم المسحور. إنهم أبدا يحملون. وقد يتفزعون في الحلم، ولكنهم إليه يعودون!
أحد هذه الأطياف تلك الصبية الناشئة. إنها موفوزة الحس أبداً، متفزعة من شبح مجهول. إنها تعبد الحياة وتخشاها. إنها تتلفت في ذعر كلما تفرست في المجهول
وأحد هذه الأطياف تلك الفتاة الهادئة. إنها ساربة في الماضي لا تكاد منه تعود! إنها شاعرة، ثروتها من التصورات أجزل من ثروتها في التعبير. إنها مستغرقة في حلم: بالمستقبل الذي لا تملك، وبالماضي الذي لن يعود.
وأحد هذه الأطياف ذلك الفتى الحائر. إنه دائم التجوال في دروب نفسه ومنحنياتها يفتش فيها ويتأملها، ولا يسأم التأمل والتفتيش. إنه يحلم في اليقظة، ويستيقظ في الأحلام!
وأحد هذه الأطياف ذلك الشاب الشارد. إنه عاشق المحال. إنه يطلب ما لا يجد، ويسأم كل ما ينال. وإنه - بعد ذلك كله - للوالد والأخ والصديق لأولئك الأطياف.
أولئك هم الأطياف الأربعة. وهذه خطراتهم في كتاب. إنها عصارة من نفوسهم وظلال من حياتهم. إنها أطياف الأطياف!