كان مساء يوم الثلاثاء الماضي موعد المحاضرة التي ألقاها في مسرح الأزبكية العالم الكبير الأستاذ شاكر الحنبلي بك وزير العدل السابق في الحكومة السورية فأقبل على شهودها جمهرة كبيرة مختارة من رجال العلم والأدب والسياسة ولبثوا ساعة يستمعون إلى المحاضر العظيم وهو يتدفق بالبيان الرائع في صوت متزن ولهجة فصيحة فأبان عن شخصية الإمام - أحمد بن حنبل - وجلاها مبرأة مما رميت به من الضيق، ثم افاض في الكلام عن - ابن تيمية - ونفاذ عبقريته؛ وما رمى به من مروق وزندقة؛ وما أصابه في سبيل دعوته من سجن ومطاردة؛ وتناول الإمام ابن القيم - تلميذ ابن تيمية. وعمق تفكيره، ومرونة ذهنه، وحسن فهمه لروح الدين وما تكبده كذلك في سبيل آرائه. ثم ختم المحاضر الفاضل محاضرته ببيان أن روح الإسلام لا تقف ما يحفز المدنية إلى التقدم، ولا تقعد ما يسمو بالإنسانية إلى الكمال.
م. ع. ا
الفلسفة والدين، في جامعة الإسكندرية
لم تنس جامعة فاروق الأول أنها وريثة جامعة الإسكندرية القديمة، فقد حاضرنا مساء الأربعاء ٢٨ مارس سنة ١٩٤٥ بقاعة المحاضرات الجامعية أستاذ أعتقد أن الكثيرين من رواد الفلسفة الحديثة يعرفونه، كما أعتقد أن هؤلاء الكثيرين من الرواد يتطلبون منه الكثير من محاضراته ودراساته.
حاضرنا الأستاذ توفيق الطويل المدرس بكلية الآداب عن النزاع بين الفلسفة والدين في القرن السابع عشر.
وقد أمضينا ساعة ونصف ساعة مع الأستاذ توفيق الطويل، في رحلة فكرية شائقة، حاول خلالها أن يبرهن على أن لا تنافر بين الفلسفة والدين حتى في عصر محاكم التفتيش، وابتدأ بأن فرق بين الدين في ذاته، وبين رجال الكنيسة الذين جعلوا من أنفسهم حراساً على نصوص هذا الدين، حراساً جامدين على ظواهر هذه النصوص.
وأختار الأستاذ الطويل للتدليل على وجهة نظره ثلاث دول، كانت حركة النضال فيها بين