المشهورين، وأصحاب الرسائل المدونة، وأرباب الخطوط المنسوبة والمعينة، وكل من صنف في الأدب تصنيفاً، أو جمع في فنه تأليفاً، مع إيثار الاختصار والإعجاز، في نهاية الإيجاز).
ثم قال:(وكنت قد شرعت عند شروعي في هذا الكتاب أو قبله في جمع كتاب في أخبار الشعراء المتأخرين والقدماء، ونسجتها على هذا المنوال، وسبكتها على هذا المثال في الترتيب، والوضع والتبويب، فرأيت أكثر أهل العلم المتأدبين، والكبراء المتصدرين، لا تخلو قرائحهم من نظم شعر، وسبك نثر، فأودعت ذلك الكتاب كل من غلب عليه الشعر، فدون ديوانه، وشاع بذلك ذكره وشأنه، ولم يشتهر برواية الكتب وتأليفها، والآداب وتصنيفها، وأما من عرف بالتصنيف، واشتهر بالتأليف، وصحت روايته، وشاعت درايته، وقل شعره، وكثر نثره، فهذا الكتاب عشه ووكره. . . وأجتزئ به عن التكرار هناك، إلا النفر اليسير الذي دعت الضرورة إليهم، ودلتنا عنايتهم بالصناعتين عليهم، ففي هذين الكتابين أكثر أخبار الأدباء، من العلماء والشعراء، وقصدت بترك التكرار، خفة محملة في الأسفار. . .)
ومن هذا يعلم القارئ الكريم السبب في إغفال ياقوت في معجمه هذا ذكر حسان بن ثابت والحطيئه والأخطل. . . الخ لأنه ذكرهم في معجمه الثاني. وأن من جاء ذكره من الشعراء في هذا المعجم ممن لم يشتهر بالتأليف مثل الفرزدق، فإنما هو من عمل الوراقين ليس غير.
ونحن لا نشك في أنه إذا تيسر العثور على معجم الشعراء يتبين التمايز بين هذين المعجمين.
٤ - أما الأئمة العظام الذين لم يشتهروا بقول الشعر أو النثر الفني كالإمام أبي حنيفة والإمام أحمد فلا معنى لإثباتهم في هذا المعجم. أما الإمام الشافعي، فله شعر معروف، ونثر موصوف، لا يزالان خالدين إلى يوم الناس هذا. والمعروف أن الإمام الشافعي طلب الأدب قبل أن يطلب الفقه. وقد روى الرواة أن عبد الملك ابن قريب الأصمعي قال: قرأت شعر الهزليين على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس (يعني الشافعي).
ملحوظة: ذكر الكاتب الفاضل اسم البحتري بين الشعراء الذين أغفلهم ياقوت في معجمه