هذا. مع أن ترجمته وردت مبسوطة في الجزء التاسع عشر من (ص٢٤٨ إلى ص٢٥٨) ويظهر لنا أن السبب في ذكره بين الأدباء يرجع إلى كونه معدوداً في زمرة المؤلفين، فإن له ديوان الحماسة الذي عارض به حماسة أبي تمام، وقد طبع بمصر في المطبعة الرحمانية سنة ١٩٢٩ فاستحق بهذا أن يعد بين الأدباء، كما هو معدود في الطليعة من فحول الشعراء.
(بغداد - كلية الحقوق)
هاشم الراوي
في الأدب الحديث
أعتقد أن الذين قرءوا شعر الدكتور إبراهيم ناجي يلذ لهم كثيراً أن يتعرفوا رأيه في الأدب الحديث، واتجاهه في الشعر الحديث، فلا عجب إذا ما احتفت كلية الآداب، بجامعة فاروق الأول بالدكتور ناجي محاضراً في الأدب الحديث.
وقد تجلى احتفاء كلية الآداب السكندرية بالدكتور ناجي في كلمة موجزة شاء الأستاذ العميد عبد الحميد العبادي أن يقدمه إلى الحاضرين بها، فتحدث في إيجاز عن العلم والأدب، وشرح في دقةٍ وعمقٍ كيف تغزر بالعلم مادة الأدب، وكيف ينبغي أن يكون الشعر بعد أن مازجت الثقافة الحديثة بينه وبين العلم، ثم حدثنا الأستاذ العبادي عن أوجه الشبه بين العالم الأديب - الجاحظ - وبين الطبيب الشاعر - ناجي - وبين الفيلسوف المجرب، فرنسيس بيكون، ذلك الرجل الذي نحل مسرحيات شيكسبير لما كان من شهرته في الأدب، تلك الشهرة التي طغت عليها شهرته كعالم وفيلسوف مجرب
وبعد أن غادر الأستاذ العبادي منصة الخطابة وقف الدكتور ناجي وابتدأ حديثه عن الأدب، منكراً على الكثيرين من المشتغلين بالأدب فهمهم لمصطلحات الكلاسيكية، والرومانتيكية، والرمزية، سارداً بعض كلمات الرمزيين من الأدباء، وهي كلمات لا مدلول لها، وكنا نحب أن يذكر لنا الدكتور ناجي أسماء أولئك الأدباء حتى نكون على بينة من الأمر أولا، وحتى نستطيع دراسة هؤلاء الرمزيين بأنفسنا على ضوء من دراساته التي عرض لنا لوناً منها
ومهما يكن من شئ، فقد ضرب لنا الدكتور ناجي مثلاً أوجه الخلافات بين المذاهب الثلاثة،