فقال: إن الكلاسيكية تصنع تمثالا من المرمر دقيق الصنع، معبراً عن أرستوقراطية الفن، وترفعه عن الأحاسيس الشعبية، فتأتي الرومانتيكية فتضع أحمر في شفتي التمثال. ولا ندري، أتصنع الرومانتيكية ذلك تظرفا أم نزولا إلى منطقة المحسات الشعبية؟ أما الرمزية فتسدل على التمثال رداء من الحرير المتموج
والدكتور ناجي حريص أشد الحرص على أن يحتفظ المجدون من الشعراء والأدباء بالتراث الأدبي القديم، وأن يتمسك الأولون بعمود الشعر، أو على حد تعبيره أن يضعوا الخمر الجديد في الزجاجات القديمة. فلا جديد في الشعر يمكن أن نزعم أنه منبت عن القديم. وليس من شاعر معاصر إلا وهو متتبع خطوات من سلف. وقد ضرب الدكتور ناجي مثلا بشوقي. فقال إنه كان من أعرف الشعراء بدقائق الشعر القديم.
ولقد كان نصيب الأدب الإنجليزي - القديم والحديث - من عناية الدكتور المحاضر نصيب الأسد كما يقولون! فقد طاب له أن يسرد لنا نماذج عدة من ذلك الشعر على سبيل الاستشهاد
على أن إحجامي عن إثبات ما استشهد به الدكتور ناجي من شعر مترجم لا يمنعني من أن أعتب عليه، وهو الداعي في غضون محاضرته إلى شعر القوة، قراءته ذلك الشعر - العريان - على حد تعبيره في حشد من طالبات الجامعة، وكان بحسبه أن يشير إلى من شاء بأن يقرأ شعر (لورنس - إن يرد أن يطلع على لون من الأدب المكشوف)
الإسكندرية
علي حسن حموده
وحدة الروح والهوى:
أربعة من الشباب جمعت بين قلوبهم آمال حلوة، وعقدت بين أرواحهم أواصر القربى آلام مرة، ولم شملهم صلات من الفكر واتفاق النظرة إلى الحياة، ونزعات من خلجات الفؤاد.
كنا - ولانزال - نلتقي كل ليلة عند صديق لننفس عن نفوسنا بما نعي من أحاديث، وبما نتداول من آراء، وبما نتطارحه من أخبار الشعر والأدب: فنتعرض للحرب، وننقد الأوضاع، ونقرظ الحسن، ونسخر مما يدعو إلى السخر.