لروحي بدت تافهة مشوهة، لقد قاتلها المثوى الذي آوت إليه: رأسي ومخي، هاأنذا أقرأ القصيدة التي صغتها في وصف قادش! وهاهي ذي الخطب التي ألقيها بين يدي الأمير في المناسبات المختلفة، وهذه آرائي في آداب السلوك، وهذه الحكم الذي حفظتها عن حقائق النجوم كما جاءت في كتب قاقمنا! كل أولئك أزاحه الرجل مع فتات المخ فاستقر بين الأمعاء والمعدة في الطست الدامي، غير ما تناثر على الأرض فداسته الأقدام. قال الحكيم وهو يعيد الكلاب إلى موضعه (الآن صارت الجثة نظيفة!) فقال صاحبه ضاحكاً (ليتك تجد بعد موتك يداً ماهرة كيدك!) وحمل الحكيمان ما تبقى من جسمي إلى الحوض الكبير، وأناماه فيه، فامتلأ بالسائل الساحر وغرق فيه، ثم غسلا أيديهما وغادرا المكان، وقد أدركت أن الحجرة لن يعاد فتحها قبل كرور سبعين يوماً - مدة التحنيط - فمسني الجزع، ووقع في نفسي خاطر أن أنطلق بروحي إلى العالم لألقى عليه نظرة الوداع. . .