وإلى جميع الراغبين رغبة نفسية أكيدة في توثيق عرا التعاون بين أمم الشرق العربي.
إن لمصر ما تشكو منه من بعض شقيقاتها العربيات، أو ما تعتب عليه بتعبير أصح. . . ويجب أن نكون صرحاء فيما بيننا ليقوم البناء على أساس سليم. . . ومصر لا تشك في إخلاص الشقيقات لها وتطلعهم إليها واهتمامهم بها. ولكن هنالك مع هذا أشياء!
فأنا أعتقد أن الأستاذ المؤلف يسلم معي بأنه ليس ذنباً لمصر أن تلبي حاجة الشقيقات إلى المعلمين. . . وإنما هو واجب عليها تؤديه. فما بال جماعة من الناس في بعض هذه الشقيقات ينظر إلى المسألة نظرة أخرى، فيرى في هؤلاء الأساتذة مرتزقة، أو بلغتهم (عياشة) يزاحمونهم الرزق ويطلبون العيش؟ إن كثيراً من هؤلاء الأساتذة يعودون شاكين لا لما يعانونه من معالجة شئون الحياة بعيداً عن أهلهم وصوالحهم، ولكن لأنهم ينبزون بلقب (العياشة)! مع أنهم منتزعون من ضرورات المدارس المصرية.
وأعتقد أن الأستاذ يسلم معي بأنه ليس ذنباً لمصر أنها كانت سابقة في الأدب والثقافة. فما بال جماعة من الناس في بعض هذه الشقيقات يعدون هذا استعماراً ثقافياً، ويحملون في بعض الصحف على الأدباء المصريين وعلى الثقافة المصرية، حتى يصدر أحد رؤساء الحكومات أمراً بالكف عن هذه الملاحاة؟
واعتقد أن الأستاذ يسلم معي بأنه ليس ذنباً لمصر أنها فتحت أبواب معاهدها للطلاب من كل الشقيقات. فما بال بعض هؤلاء الطلاب الذين تقوم لهم مصر بواجبها في الضيافة الكاملة والثقافة والرعاية يحلو لهم أن يملئوا أفواههم بنقد المصريين حتى ليصل هذا النقد إلى درجة التجريح في وجه المصريين؟!
هذه كلمات لا تنقصها الصراحة، وهي كلمات واجبة، وهي عتب الشقيق على الشقيق، مبعثة الود الصريح، والإخاء العميق والإخلاص الوثيق.