وإذا اتفق وأصدر مصنع الفوترغرافير كتابة عربية، لا هي بالمجودة، ولا بالمحررة ولا بالمعربة، بحيث لا يفهمها قارئوها، رفع الأمر إلى وزارة المعارف، فتصادر النسخ ذات الخطأ، وتحاكم مدير المصنع، وبهذه الصورة تقع المحافظة على سلامة اللغة العربية التي هي مبتغانا، ومن أهم أغراض مجمعنا، وسيكون من أثر انتشار هذه الطريقة (طريقة الفوتوغرافير) أن تهمل مطبعة (غوتمبرج) وتكسد صناعتها وصناعة ما يشبهها من آلات الطباعة، كما تبطل صناعة النحو إلا قليلاً.
أما صناعة الخط بالقلم (نون. والقلم وما يسطرون). (علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) فتنتعش وتنتشر، ويعود سلطانها إلى سابق عهده، وسامي مكانته.
وإذا نسخ الكاتب العربي في المستقبل كتباً لطبعها وتصويرها سوف يكتبها معربة بسليقته وملكته السليمة لا بملكة قواعد قاسى عرق القربة في تعلمها، إلى غير ذلك من النتائج التي تحدثها صناعة (الفوتوغرافير) في ثقافتنا، وسهولة نشر العلم بين أحداثنا، وما يدرينا أن تقوم مجامعنا فتضع لصناعة الفوتوغرافير أسماء كالفغرفة مثلاً كما قالوا الفلسفة والفذلكة.
وإذ ذاك لا نعود نهدد بمشروع اللغة العامية ولا نروع بمشروع الحروف اللاتينية، بل ستهدأ فورة هؤلاء وتتحول إلى رضى واطمئنان وابتسام، ويضطر مجمع فؤاد الأول أن يعدل قوانينه وأنظمته تعديلاً كبيراً أو صغيراً حسب الحاجة، ويستبدل ببعض أغراضه أغراضاً أخرى اقتضاها التطور، وترتفع الأصوات بشكر الله وحمده على أن وفق البشر إلى هذا الاختراع العجيب فأنقذنا من الحيرة، ونجانا من المحنة.