تحسين مجلتنا أن نستخدم طريقة الفوتوغرافير هي ليست من أحدث طرق الطباعة فحسب، بل هي من المستلزمات الضرورية لطبع الصحف الكبيرة المصورة، وقد اتبعت أمهات الصحف العالمية المصورة هذه الطريقة أهـ.
وطريقة الفتوغرافير الطفلة سوف لا تبقى على طفولتها ولا على حالتها التي طبعت بها مجلة المستمع، بل ستترقى وتتطور كما ترقت وتطورت مطبعة (يوحنا غوتمبرج) التي تدار باليد إلى المطبعة الحديثة التي تطبع مطبوعاتنا بتذويب الرصاص (لينوتيب) بل إن الطيارة التي قطعت المانش منذ خمس وثلاثين سنة لا نسبة بينها وبين طيارات هذه الحرب، ولا يعلم إلا الله ماذا يكون من مصير تطورها بعد خمس وثلاثين سنة أخرى.
وعلى هذه النسبة سترتقي الكتابة العربية المصورة بطريقة (الفتوغرافير) ارتقاء مدهشاً نستخدمه معشر العرب في حفظ مكتبتنا والميراث الثقافي الذي تلقيناه من أسلافنا، وفي نشر العلم واللغة الصحيحة بين أبنائنا، وعندها نبقى على اتصالنا بماضينا والانتفاع بعلوم أسلافنا.
سيكتب الكاتب منا بعد خمس وثلاثين سنة - أو أقل - ما يريد كتابته من مقال أو خطاب أو رسالة أو مصنف، ويضطر الكاتب - بسبب أوامر الحكومة التي تجعل طبع الكتابة المعربة إجبارياً - يضطر أن يجود حروف ما يكتب، ويتحرى وضع النقط على الحروف وضبطها بالشكل الشامل لها، أو ما يلزم تشكيله منها، ثم يسلم أصول ما كتب إلى مدير مصنع الفتوغرافير فيطبع منه أو نقول يصور عنه ألوفاً وألوفاً من النسخ في ساعة من الزمن، فتجيء كلها طبق النسخة الأصلية المخطوطة بخط الكاتب أو المؤلف، وتنشر هذه الملايين من النسخ المحلاة بعلامات الإعراب بين أيدي القراء، فإذا مر على الجيل الآتي من أبنائنا نصف قرن، وهم لا يقرءون من الخطوط إلا ما كان مطبوعاً بطريقة الفوتوغرافير لا يعود أحد منهم يقرأ الكلام إلا معرباً، ولا يلفظه إلا معرباً، ولا يستظهره إلا معرباً، بل لا يفهمه إلا معرباً ويصبح إعراب الكلام سليقة لأبنائنا، وملكة راسخة في نفوسهم، وهذا كالشأن في أولاد عرب الجاهلية، قبل فساد اللغة بمخالطة الأعاجم، وإذ ذاك يصح للفتى العربي منا أن يتمثل بقول أبي الأسود.
ولستُ بنحويٍ بلوك لسانه ... ولكن سيُّلقى أقول فأعرب