قضايا ذهنية يستطيعون أن يستخدموها في أسلوبهم الخاص. فهو قد ساق قضية عقلية عظمى بأسلوب بسيط ميسر للناس جميعاً حينما قال:(لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)؛ وترك للعقليين أن يبينوا كيف يكون هذا الفساد حينما يفرض التعدد في الآلهة. . .
وحينما قال:(ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله، إذن لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض). أرسل هذه القضايا هكذا واضحة ميسرة، وترك للعقل أن يتحاكم إلى الكون ويستقرئ أحوال الأشياء إذا كانت بين والد ومولود وإذا كانت بيد واحدة، وإذا كانت بأيد متعددة، وعماد الحكم في ذلك هو الحركة العقلية الآخذة من كل مورد من موارد النفس والكون وكل قوة من قواهما لتصل إلى الحكم.
والمتتبع للقرآن يرى أن وراء (سطحه التعبيري) السهل الميسر، عالماً يموج بالمسائل العقلية والبديهية والفرضية تضع العقل البشري في مواضيع أصيل كريم كأنه هو وحدة القياس في كل العالم لا في الأرض وحدها.
وأخيراً أشكر المؤلف الصديق على هديته التي جعلتني أعيش فترات في جو فني بديع، فيه الفكر والبيان، وحسن الترتيب والتبويب، ولطف المدخل إلى ما تناوله من موضوعات.