ولكي يحقق الاحتمالين خرج إلى عرض المحيط مرات ليستخرج من قاعه عينة نقية. فمن المعروف أن أكثر الزيوت العالمية نشأ في ظروف بحرية. وفي خلال هذا التنقيب قلب كثيراً من الأوضاع العلمية القديمة، وأثبت خطأها، فنفى ما قيل من أن البكتريا لا تعيش في المياه المالحة في أعماق المحيط.
وقال العلماء أيضاً أن الأحياء الميكروسكوبية لا تعيش في أعماق المحيط أو الأرض لأنها تتأثر بالضغط ودرجة الحرارة فأخرج لهم زوبل أحياء ميكروسكوبية من أعماق زادت على ثلاثة أميال. وأثبت أن بعض الأحياء تعيش في أبعد الأعماق، وتتحمل عشرة أضعاف ضغطها وفي درجات حرارة لم يحلم بها عالم.
وغذى ميكروباته بالسكر واللحم والدهن والملح والخضروات والجيلاتين والفيتامين وأحياناً بالكعك، فهضمت كل المواد العضوية وأنتج بعضها ثاني اكسيد الكربون أو الميثين كما حلل آخر أحجار الجير أو أطلقوا الألمنيوم من السليكا أو استخرجوا البوتاسا أو النيتروجين إلى غير ذلك من قائمة المستخرجات والانحلالات.
ولكن الموضوع الذي يحصر فيه كل تفكيره استمر على غموضه إذ تعطيه بعض الأنواع مادة زيتية لا تلبث أن تتلفها. فكيف تنتج المادة وكيف تفسد وتزول؟ أهو قبل نوعان من البكتريا يتشابهان في المظهر؟
سؤال أرسل إلى رأسه الصداع مرات فإنه ليضع ١٥٠٠٠ حي تحت المجهر فلا يزيد طولها عن بوصة واحدة فكيف السبيل إلى التفريق بين النوعين. كثيراً ما أعطته هذه المجموعة نفسها دهنيات لا زيوتاً.
ولقد جرب حتى أنهكته التجارب، وفصل الأنواع حتى أرهقه التنويع. وأخيراً هدته المصادفة وحدها إلى عزل النوع المضبوط، فحصل على النتيجة التي يريد، ففي إحدى المرات عزل مجموعات منها في أوانيه الصغيرة ثم غطاها بلصقة باريس ووضع فوق الجميع شمع البارافين. وبعد أسابيع أزال الأغطية فعثر على سائل أثبت التحليل الكيماوي أنه زيت خام. كما وجد أن التجربة التي عملها أوجدت بيئة بحرية داخل الإناء، وأعاد التجربة مرات فإذا هو يجد نفس النتيجة.
ومن الطبيعي أن تعتبر الجزء التجاري من أبحاث زوبل في الوقت الحالي من الأسرار