نشرنا هذا الكتاب بنصه وفصه كما أراد طبيب العيون الدكتور شاهين صليبي، ثم نسأله: من هذا النبي الجديد؟ وإلى أي إله ينتمي؟ وبأي تنزيل جاء؟ وإلى أي الأمم أرسل؟ لقد سمعنا عن هذا الداهش أنه منوم ماهر فكيف أيقظ هذه الفتنة؟ إن العالم العربي يعاني اليوم مشكلة الوطن اليهودي في البر، فهل تريدون يا دكتور أن تخلقوا للعالم الغربي مشكلة أخرى للوطن الداهشي في البحر؟ إنا على كل حال نود مخلصين أن نستودعكم (نبتون) إلى آخر الدهر! فعسى أن نجد في خلفاء جلفر والسندباد من يدلكم على هذه الجزيرة النائية فتعششوا وتبيضوا وتفرحوا وتصفروا وتنقروا ما شاء لكم هذا الدين الجديد. . . أما مكافأة الرسالة إن وجدتم هذه المملكة عن طريقها فأن يخصها نبيكم (داهش) بما يوحي إليه من ربته الصغير، وأن يطرفها شاعركم (دموس) بما يصدر من شعره عن هذه الجزيرة!
إلى الأستاذ حبيب الزحلاوي
قرأت قصتك الممتعة (الأفعوان) في مجلة المنتدى التي تصدر في بيت المقدس (عدد نيسان ١٩٤٥) فأسفت أشد الأسف على ما ورد فيها من الغمز الجارح للدكتور بشر فارس، كقولك فيها:(نسمع محاضرة صديقك الدكتور نشر فهارس في مذهب الشعر الرمزي والعقل الرمزي) وقولك: (إن صاحبك الدكتور فهارس السربوني سيتكلم عن الرمزية. وستضحك منه مع من سيصفرون له من المستمعين كما ضحكنا وسخرنا من شعره المهلهل وقصصه الرمزية الملتوية) وقولك أيضاً: (كما يقال مثلاً دكتور بيطري. ودكتور في الشعر الرمزي. ودكتور نشر فهارس) الخ
إن قصة الأفعوان لا يتصل بحثها بما بينك وبين الدكتور. بشر فارس من الخصومة الأدبية في كثير ولا قليل، وقد أقحمت أسمه فيها إقحاماً لا يرضى به الأدب رسالة الفن السامي،