فلا يصح أن يكون وسيلة تعين على تنشيط الغرائز غير المهذبة في الإنسان؛ فعمل الناقد في الأدب كعمل الطبيب الجراح، يعمل مبضعه في الجسم العليل بمقدار، غير مدفوع إلى ذلك بعوامل الانتقام من المريض، بل بدوافع الرحمة وتخفيف الآلام.
وفي الأدب الحديث نزعة خطيرة تلزم القائمين على توجيه المجلات الأدبية في العالم العربي، بمحاربة تلك النزعة، ذلك أن القراء يريدون أن يقف الناقد الفني إلى جانب الأديب المنتج في حلبة صراع لا رحمة فيه ولا هوادة، وهم يقهقهون ويغمزون ويلمزون.
وثمة نزعة أخرى لا تقل في خطرها على الأولى؛ ذلك أن الناقد الفني ينسى أو يتناسى أن عمله الأدبي لا يقل خطورة عن الأثر الأدبي الذي يتحدث عنه إلى قرائه، فلا ينبغي له أن يسمح لفنه أن يهبط إلى مستوى المهاترات الكلامية والتراشق بالألفاظ غير المهذبة.
إننا من المعجبين بأدبك أيها الأستاذ فنرجو أن ينصرف عملك كله إلى الفن الخالص. عفا الله عنك. وسدد في المستقبل خطاك. والسلام عليك ورحمة الله.
(فلسطين)
شريف القبج
دكتور في الفلسفة
إلى مؤلف كتاب (التصوير الفني في القرآن)
كتابك جوهرة في الكتب ... كشفتَ عن الذكر فيه الحجبْ
وثبتَ به وثبةً للعلا ... سواك إلى مثلها لم يثب
بلغتَ به منزل الخالدين ... في ذكريات لسان العرب
حللتَ به عقدةً حيرت ... عقول القدامى طوال الحقب
لِسحر يحسونه في القلوب ... وما يعرفون له من سبب
أقاموا حيارى على بابه ... قنوعاً بنشوتهم والطرب
حيارى. . . ولكنهم مهتدون ... بفيض سنا منه لا يحتجب
إلى أن أتيت بمفتاحه ... فصاحوا على الفوز: هذا عجب!
أجِدَّك ننشد مفتاحه ... دهوراً؟ ومفتاحه عن كثب!