الدرجات) قد استغرقت وقته مع المقابلات والوساطات والرجاءات. . .!
وفي كل وقت مثل، وفي كل عهد نموذج. وأسباب التسويف كثيرة، و (القفص الذهبي) لا يسمح بالتحليق والطيران!
لا أريد أن أثبط عزيمة أحد، ولا أن اطفي الآمال في صدر أحد؛ ولكني أحب أن أصارح الأستاذ المتفائل: إنني قليل الرجاء في الدواوين. وإذا أسعدنا القدر في وقت من الأوقات بوزير يقدم على عمل إنشائي كهذا العمل الجليل، فالتقلبات السياسية بالمرصاد. ولا بد للوزير الجديد أن يجدد، وأن يبدل؛ ولا بد أن يجد من كبار المسئولين موافقة إجماعية على التجديد والتبديل، كالتي لقيها سلفه سواء بسواء! أجل لا بد أن ندور في هذه الحلقة المفرغة مادام (الروتين) هو الروتين؛ ما دامت (السوابق) هي التي تحدد الاتجاه؛ ما دامت روح الابتكار محصورة في هذه الحلقة المفرغة على توالي الأجيال. لقد قضينا الآن أكثر من عشرين عاماً منذ حصلنا على نوع من الاستقلال، نغير ونبدل في مناهج التعليم، فلم يتعد التبديل والتغير طوال مدة الدراسة وقصرها وتوزيع المواد المقرة على السنوات الدراسية، وتوزيع الموظفين على المناطق أو حشدهم في الديوان، وتوزيع الدرجات على أساس أقدمية التخرج أو أقدمية التعيين أو أقدمية الدرجة. . . إلى آخر هذه الدورات التي لا تنتهي في الحلقة المفرغة المضروبة! لم نفكر في تغيير النظام المدرسي كله، ولا تجديد عقلية التعليم أو على الأقل تغيير طرق الدراسة. لم نفكر في (النموذج الإنساني) الذي نريد أن نصل إليه بالتلميذ، لنستطيع رسم الوسائل والأدوات. بل لم نؤلف (مكتبة التلميذ). فهل تريد يا سيدي أن نؤلف (مكتبة الأجيال)؟. ألا ما أحلى الآمال!
أما لئن استطاع وزير المعارف الحالي أن يقهر الماضي كله وأن يقتحم العقبات جميعاً، وأن ينفذ اقتراح الأستاذ الزيات فليكونن أكبر ميدان في العاصمة أصغر من أن يتسع لتمثاله الخالد. إنه يكون واضع أسس النهضة وضامن بقائها أجيالا طويلة. إن النهضة الثقافية في مصر مودعة بضعة رءوس كبيرة، ولكنها فانية - مع الأسف - فلئن أودعت بطون الكتب، ليكونن هذا طريقها للخلود، ولتضمن لصاحبها كذلك الخلود. وعندئذ نستطيع أن نحرر برامجنا المدرسية من ثير اللغات الأجنبية في سن مبكرة، ومن مزاحمة هذه اللغات للغة القومية في عهد التكوين. وهي مشكلة تواجه واضعي البرامج عندنا، وتصطدم