للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بما غيرت إليه. وجاء في حاشية البيت الثاني: (كانت في الأصل (ومخير) ولكنها لا تقيم معنى البيت

قلت: البيتان في مقطوعة أرويها تامة؛ فإنها من الشعر البارع الحكيم، وفيها الرواية الصحيحة للبيتين، وإن قوله (الحسن فيه مغار) يجاوب قوله (وكأنما الإنسان فيه غيره) وأما الحسن في الإنسان وفي غير الإنسان. . فلن يكون في كل حال إلا حقيقة لا استعارة ولا مجازاً. . .

وكأنما الإنسانُ، فيه غيرُه ... متكوناً، والحسن فيه معار

متصرِّفاً وله القضاء مصرِّف ... ومكلَّفاً وكأنه مختار

طوراً تصوبه الحظوظ وتارة ... خطأ تحيل صوابه الأقدار

تعمي بصيرته، ويبصر بعدما ... لا يسترد الفائتَ استبصار

فتراه يؤخذ قلبه من صدره ... ويُرد فيه وقد جرى المقدار

فيظل يضرب بالملامة نفسه ... ندماً إذا لعبت به الأفكار

لا يعرف الإفراط في إيراده ... حتى يبينه له الإصدار

وقد ذكرني هذا الشعر بأبيات لبشار حكيمات:

طُبعت على ما فيَّ غيرَ مخيّر ... هواي ولو خيرت كنت المهذبا

أريد فلا أُعطى، وأُعطى ولم أرد ... وقصر علمي على أن أنال المغيبا

فأُصرف عن قصدي وعلمي مقصر ... وأُمسي وما أُعقبت إلا التعجبا

. * وفي ج١٢ ص٢٢٦ ومنه (أي من شعر علي بن أحمد بن سلك الفالي بالفاء):

تصدّر للتدريس كل مهوِّس ... بليد يسمى بالفقيه المدرس

فَحَقٌّ لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديم شاع في كل مجلس

لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كُلاها وحتى سامها كل مفلس

قلت: في رواية (تَسمى) مكان (يُسمى) وجاء في الحاشية:

(وربما كانت (مهوش) بالشين) والصحيح هو مهوس) كما روي في كثير من كتب الأدب.

والقول في البيت الثاني (فَحَقٌ لأهل العلم) هو (فَحُقّ لأهل العلم) وهذا ما قاله قارض الشعر وأراده. وهذا أسلوب العربية في القديم في هذا المعنى. وفي التاج عن الأساس (وأما

<<  <  ج:
ص:  >  >>