للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حُقّ لك أن تفعل فمن حق الله الأمر أي جعله حقاً لك أن تفعل واثبت لك ذلك وهو تحقيق نفيس) وفي اللسان: (قال الفراك حُق لم أن تفعل ذلك وحَق، وإني لمحقوق أن أفعل كذا فإذا قلت حُق قلت لك، وإذا قلت حَق قلت عليك) فإن قيل: ألا يحق لنا أن نقول اليوم: حَقٌ للعلماء أن يتمثلوا الخ. . قيل لنا أن تقول وليس لنا أن نُقوَّل. . .

* في ج١٥ ص٢١٠

وله (لأبي علي المنطقي) من قصيدة في عضد الدولة يذكر الصدق:

ما زلت تنصف في قضاياك العلا ... قل لي: فما بال الضحى يتظلم؟

أهديت رونقه إلى جنح الدجى ... فاعتنّ أشهبَ وهو طِرف أدهم

حتى كأن الليل صبح مشرق ... وكأن ضوء الصبح مظلم

هي ليلة لبست رضاك فأشرقت ... من بعد ما كانت بسخطك تظلم

ما كان في ظن امرئ من قبلها ... أن الملوك على الليالي تحكم

قلت: ضبطت (الصدق) بتشديد الصاد وكسرها وسكون الدال وفتح القاف. . . والشعر لا يدل على شيء من الصدق، وإنما يصف (السَّذَق) وهو ليلة الوقود عند الفرس، واللفظة معربة فارسيتها (سذة) والسدق بالدال لغة فيه، وبعضهم يراد محرفاً، وأنا لا أرى ذلك. والصدق بالصاد لحن عند صاحب القاموس. . وقد ذكره معجم عصري بالصاد كأنه لغة في السذق

والسذق ميراث المجوسية. ولبديع الزمان الهمداني رسالة عبقرية (كتبها إلى الرئيس أبي عامر) في الإشادة بذكر العرب والتنديد بذلك العيد وناره المجوسية. ومما جاء فيها:

نحن (أطال الله بقاء الشيخ) إذا تكلمنا في فضل العرب على العجم، وعلى سائر الأمم، أردنا بالفضل ما أحاطت به الجلود، ولم ننكر أن نكون أمة أحسن من العرب ملابس وأنعم منها مطاعم وأكثر ذخائر، وأبسط ممالك وأعمر مساكن. ولكنا نقول: العرب أوفى وأوفر، وأوفى وأوقر، وأنكى وأنكر، وأعلى وأعلم، وأحلى وأحلم، وأقوى وأقوم، وأبلى وأبلغ، وأشجى وأشجع، وأسمى وأسمح، وأعطى وأعطف، وأحصى وأحصف، وأنقى وآنق. ولا ينكر ذلك إلا وقح، ولا يجحده إلا نغل. . . إن عيد الوقود لعيد أفك، وإن شعار النار لشعار شرك، وما أنزل الله بالسدق سلطاناً، ولا شرف نيروزا ولا مهرجانا. . . وإنما جعل الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>