وزال أبو منجل من مصر، ولكنه لا يزال يقطن السودان وشواطئ إيطاليا الجنوبية، كما يعيش القرد في عدة أماكن منها السودان. وعرف رمز الإله في عهد الفراعنة باسم توت، فلما أقبل اليونان والرومان رأوا فيهما تشابهاً مع إله المعرفة عندهم فسموه هرمس.
وأطلقوا على بلدة أشمون الغربية أسم هرموبوليس. ولتوت فيها مقابر من السراديب الصخرية قال عنها هيرودوتس إن مساحتها ٤٠ فدانا ضمت جثث آلاف القردة وأبي منجل.
ولعل القارئ سمع عن بلدة الأشمونين أو بلدي أشمون. والغربية منهما تكون من قبور الإله توت ومعابده ومكان الحجاج والشرقية هي مركز الحياة المدنية والإدارية. وقد كشفت حفريات الدكتور سامي جبرة عن المدينة المقدسة فأعطانا معلومات هامة عن فترة من أشد فترات التاريخ المصري القديم غموضاً وهي ما يسميه الدكتور بعصر الانتقال. إذ يربط بين المدينة المصرية وبين المدينة اليونانية الرومانية. وهناك قطع أٌثرية جمعت بين الفنين. وقد امتدت إلى ما قبل العصر المسيحي بقليل.
مجهول يتكشف
ويقول الدكتور إن أبحاث الجامعة هناك تشمل فترة تبدأ من القرن السادس قبل الميلاد. وتمتد إلى القرن الثالث بعد الميلاد، أي أنها تضم تسعة قرون من الزمن. ولا تخلو آثارها من مفاجآت، ففي أحد السراديب وجد ناووس للإله توت يخص الملك رمسيس الثاني من عهد الأسرة التاسعة عسرة.
ويرى مؤرخنا أن أهمية منطقة الأشمونين ترجع إلى موقعها الجغرافي والتاريخي. فهي في مفترق الطرق بين مدينة طيبة قرب الأقصر وبين مدينة ممفيس في الدلتا. وهي منطقة واسعة الثروة يتسع فيها وادي النيل فيغطي رقعة واسعة من الأرض هي في الواقع أوسع منها في أي بقعة أخرى.
وتفرع من هذه المنطقة أيضاً طرق قوافل تخترق البقاع إلى السودان وإلى البحر الأحمر. كما يخترقها نهر النيل وبحر يوسف فتجود أرضها بالوفير من الغلات والحاصلات.
وقد بدأت الحفريات في سنة ١٩٣١ في ظروف قاسية فلم يكن بالمنطقة ماء ولا سكان، بل كانت تلال من الرمال يتراوح ارتفاعها بين ١٢ متراً و١٥ متراً فلم يكن هناك مفر من