المبيت في خيام أو أكواخ صغيرة، فتحمل الجميع شظف العيش هناك. وعلى مر السنين أقيمت المباني وتيسر الحصول على الماء والغذاء وأصبحت من أجمل البقاع.
مدينة الحجاج
ومدينة الحجاج تتكون من ثلاث سراديب طويلة متفرعة اتخذت مدافن للإله توت. شيد إلى جوارها بناء كبير يتكون من عدة غرف لتنظيم دفن جثث الطيور أو القردة. مات واحد منها نقله صاحبه إلى الكهنة ودفع قدراً من المال يقرر تبعاً له مدى إتقان التحنيط ومكان الدفن. فإن كان كبيراً حنط رمز الإله تحنيط الدرجة الأولى ودفن في فتحات خاصة حفرت في الصخر على جانبي السراديب. فعرف مكانه وتيسر له زيارته كل عام في عيد الإله توت في أول الشهر المعروف باسمه في التقويم القبطي، ويوافق ١٦ يوليو في بدء الفيضان.
وإن كان صاحب الرمز فقيراً ودفع قدراً قليلا من المال حنطت الجثة من الدرجة الثالثة، ووضعت في إناء من الفخار، ثم دفنت في حجرات واسعة منتشرة على جانبي السراديب صفاً صفا. فإن اكتمل نظام صف وضعت فوقه طبقة من الرمال لتبدأ طبقة أخرى من الجثث إلى أن تملأ الحجرة فيبدأ الدفن في غيرها.
ودفن الأثرياء مع رموز آلهتهم تماثيل وتمائم تمثلهم لتحل على أشخاصهم بركة الآلهة. وكانوا يضعونها في صناديق من خشب الحميز الذي اثبت أنه لا يبلى بمر السنين، وأنه أقوى أنواع الخشب متانة واحتمالا بخلاف ما يقول المثل البلدي (تخن على الحميز) وكتب بعضهم على هذه الصناديق أدعية.
معدات تحنيط كاملة
وقرب مدخل السراديب وجدت غرفة تحنيط كاملة المعدات وتبين جميع مراحله، في أحد أركانها إناء كبير يحتوي على مادة التحنيط نفسها، ولكن تحليلها لم يكشف عن سر تركيبها، فإن انتهت هذه العملية حمل الكهنة المومياء في موكب ديني وهم يرتلون أدعيتهم ونزلوا سلم بظهورهم إلى أن يضعوها في مقرها الأخير
وأحد هذه السراديب خاص بالعظماء، نقش سقفه بالألوان وزين بالرسوم، وتغطية الآن