للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو القصور ونحن لا نبني إلا من الحصيات نجمعها من ساحاتهم الواسعة.

د - كان حرياً بالأستاذ سيد قطب مدرك لبلاغة القرآن ومفتون بسحره أن يشاكل بين مؤلفه وبين الكتاب العزيز فيبدأه بالتسمية ليرتفع به عن نمط الروايات وكتب التسلية التي تقرأ وتلقي لا تقرأ وتقتني في الموضع الكريم بين الكتب الكريمة.

هـ - وكان جميلاً في النهاية أن يضع للكتاب دليلاً يرشد الناظر فيه إلى موضع كل آية ببيان صفحتها حتى يسهل على من أحب الرجوع إلى آية بعينها أن يتعرف مكانها، دون أن يخالف النظام الشائع ويصب الكتاب صباً تحت عناوين الفصول فحسب. وبعد - فليتقبل الأستاذ ثنائي خالصاً، وشكري مضاعفاً، ولا عدمنا مثل هذه الجهود الطيبة النافعة.

عبد اللطيف السبكي

المدرس بكلية الشريعة

الفن والتاريخ فلم سلامة

أعرف أن من حق الفن أن يدخل على التاريخ ليبعث في وقائعه الحياة، وليلبس حوادثه ثوباً من الأناقة والطرافة يحبها إلى النفوس والقلوب. وليس للفنان القصص في القصد إلى. تاريخ إلا أن يجمع بين الحقيقة التاريخية تحمل أسانيد الواقع وصدق الرواية، والحقيقة الفنية بين الحوادث بالانسجام والروعة والجمال.

ولكني لا أعرف أن يكون من حق الفن أن يمسخ، وأن يجري بوقائعه على الهوى، فيغير الزمان والمكان، ويزورَّ الأشخاص والمشاهد، وينكر البيئة وما تقضي به، ويجهل الحوادث وما تؤدي إليه، فإنه حينئذ لا يكون فناً ولا تاريخاً، ولكنه يكون المسخ والتشويه والخلط والتضليل والشعوذة التي لا تصح في ذوق، ولا تليق بأي صفة من صفات الفن.

ولقد قدر لي أن أشهد فلم (سلاَّمة) الذي مثلته المطربة المشهورة أم كلثوم، وأخرجه السينمائي المعروف توجو مزراحي. وقصة سلاّمة في الأدب العربي القديم من أروع القصص، وهي بواقعيتها جميلة عنيفة تعالج كثيراً من الجوانب النفسية والخلجات العاطفية إلى جانب ما تحمل من طريف الرواية وحلاوة الغناء وروعة الجمال، وقد استهوت بعض الأدباء المعاصرين فعرضوا وقائعها في معرض الفن القصصي والرواية الطريفة وفيها ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>