سنة ١٩١٢ حين كانت بلاد اليمن تحت الحكم التركي، ونشرت في سنة ١٩٢٦، وبه أيضاً ردان شعريان من الإمام نفسه، إذ أن الإمام شاعر معترف بشاعريته. وقد قامت هذه الأسرة المجددة، في خلال السنتين أو الثلاث الماضية بنشر مجلة الاعتصام، وهي صحيفة شهرية تصدر في مدينة سيون وتعالج الشئون الدينية والثقافية والأدبية؛ ومن حسن حظي أنني أمتلك نسخة من هذه المجلة، وهي العدد الثامن الصادر في صفر سنة ١٣٦٢هـ، وهي السنة الأولى في حياة الصحيفة. ومما يذكر عن هذه المجلة أنها مكتوبة بخط اليد إذ يظهر أنه ليس في ذلك الجزء من الوادي مطبعة، ولا بد أن تكون هذه الصحيفة هي المجلة الوحدة التي تصدر في البلاد العربية على هذا الشكل.
وصدر في القاهرة كذلك منذ بضع سنين كتبا آخر هام عن حضرموت اسمه (تاريخ حضرموت السياسي)، وهو يشتمل على قدر كبير من المعلومات القيمة، ليس فيما يتعلق بالشعراء العصريين، والأدب العصري، والتاريخ الحديث فقط، بل كذلك فيما يتعلق بالعلوم التي نهضت في الغرب كعلم طبقات الأرض وعلم وصف البلدان، مما له فائدة جليلة على الرغم مما قام به الطيران في السنوات الأخيرة من رحلات الكشف والاستطلاع
وحضرموت تواجه الشرق كما تواجه الغرب، ولقد كانت العلاقات بين جنوبي جزيرة العرب والهند قائمة على أساس وطيد قبل الإسلام بزمن طويل. ويقوم اليافعيون اليوم بالخدمة المتوارثة في الحرس السلطاني الخاص لنظام حيدر آباد، كما كان اليافعيون والمهريون يخدمون في الحرس الخاص في أحمد آباد في عهد مضى عليه أكثر من أربعة قرون. ولدينا من الرجحان ما يقرب من اليقين إذ نعزو سبب طبع كتب مثل كتاب فتوح اليمن، في عبادي وغيرها من البلاد الهندية إلى أنه كان في الهند جاليات حضرمية؛ كذلك طبعت كتب أخرى تختص بشئون جنوبي جزيرة العرب، في المدينتين الهنديتين الكبيرتين، كلكتا وكانبور، غير أنه طبع في بغداد، في عهد أحدث من هذا، كتاب مشهور هو (النور السافر، عن أخبار القرن العاشر) وهو من تأليف أحد أفراد أسرة العيدروس، ويتناول أخبار الصوفيين في جنوبي الجزيرة العربية وكجرات.
وللحضارمة جاليات تقطن منذ عهد بعيد في جزائر الهند الشرقية الهولندية، ومستعمرات الملايو البريطانية، وإن كان من المرجح أن نشأة تلك الجاليات لا ترجع في تاريخها إلى