الهند)؛ وقد بدأت هذه الصحيفة في الظهور في سنة ١٩٤٠ - ١٩٤١، وهي تحتوي على أخبار ومعلومات عامة عن عدن، واليمن، وحضرموت. وهي تطبع في مبادئ، وتدعي أنها (حلقة الاتصال بين الهند والعالم العربي) ويرد إلى حضرموت مجموعة متنوعة من الصحف بالإضافة إلى الصحف المصرية والعراقية، غير أن توزيعها مقتصر على المدن ولا سيما المدن التي هي أقرب إلى الساحل.
اللغة العربية في جنوبي الجزيرة العربية
ونختتم بحثنا هذا بكلمة قصيرة عن الأساليب العربية التي تستعمل في جنوبي الجزيرة العربية. والأب أنستاس ماري يقول عن جدارة، معبراً عن وجهة نظر الأمم الآخذة من التقدم بنصيب أوفى، فيما يتعلق بالأسلوب العربي الذي يستعمله اليمن:(وأما لغة الإنشاء فصحيحة، لكن أسلوبها أسلوب العصور الوسطى، وليس فيها تلك السلاسة والرطوبة واللدونة التي ترى في أساليب العصريين من أهل مصر، وسورية، ولبنان، والعراق؛ وكل ما يرمي إليه كتبه اليمانيين السجع الممل.)
ولكنه يحتاط فيقترح الحل الآتي:(على أننا لا نريد بذلك ذم كلام أبناء اليمن، بل نود أن يطالعوا التصانيف الحديثة التي تصدر كل يوم في الديار العربية اللسان.)
وفيما يتعلق بلغة التخاطب والمحادثة، يستخدم أهل المدن لهجة شائعة يفهمها الغريب بسهولة، أما في القرى فللناس لهجات كثيراً ما يصعب فهمها على المسافرين الوافدين من جهات أخرى. وبين يدي الآن وثيقة قانون قبلي أو شرع قبيلة كما تسمى في جنوبي جزيرة العرب، وهي وثيقة لا يستطيع فهمها مصري أو سوري، بل لا يستطيع فهمها حضرمي مثلاً. ومع ذلك فهي مكتوبة باللهجة التي تتكلمها هذه القبيلة دائماً، بل يتكلمها سلطانها. وفي بعض المناطق ما زالت لغة التخاطب قوية الشبه بلغة بني حمير، ولن يدهش علماء النحو أن يعلموا أن (أم) ما زالت تستعمل أداة للتعريف بصفة عامة جداً، كما أخبرنا بذلك منذ قديم كل من الزمخشري وسيبويه. إن في الجنوب الغربي لجزيرة العرب مناطق كثيرة لم تكد الحروف المطبوعة تخترق أصقاعها، وهذه المناطق تكاد لا تزيد على أن تفهم لغة الجرائد العصرية. على أن ارتجال الشعر في تلك الجهات ما زال عنصراً من عناصر الحياة الاجتماعية للناس. وليس ثمة شك في أنه في خلال نصف قرن يأتي ستتطور منطقة