العرب فقط، بل يقرؤها كذلك المتعلمون من الصوماليين. وتنتشر الجرائد كذلك في لحج عاصمة السلطنة العبدلية، ولكنها قليلة الانتشار في الجهات الأخرى من المحمية. ولدينا من المراجع المسطورة ما يدل على أنه في سنة ١٨٧٠ كان في عدن مطبعتان: إحداهما في السجن، ومن المرجح أنها تطبع بجانب المطبوعات الحكومية إلا القليل، والأخرى خارج السجن، وليس لدينا ما يدل على أنها كانت تطبع كتباً عربية أو على مقدار ما طبعته منها إن كانت قد طبعت منها شيئاً. وشاهدت سنة ١٩١٤ قيام مطبعة ثالثة، فأصبح هناك ثلاث مطابع تقوم على خدمة عدد من السكان يتراوح بين أربعين ألفاً وخمسين ألفاً؛ واليوم أستطيع أن أسمى ثلاث مطابع تطبع بالعربية، منها مطبعة (فتاة الجزيرة)، ومطبعة (الهلال) في بازار بهرة، وربما كان هناك مطابع أخرى ولست أدري أكان بين مطبوعات المطابع الأولى ما يزيد على حجم الرسائل أو الإعلانات أم لا، ولكن من غير المحتمل أن تكون تلك المطبوعات قد اشتملت على كتب. ومنذ نشوب الحرب الحاضرة تولي تحرير جريدة (فتاة الجزيرة) صحفي عدني اسمه محمد لقمان، وتنشر هذه الجريدة الأخبار المحلية، وقصائد شعرية، ومواد في التربية والتعليم، ومقالات عامة، والأوامر الحكومية. وإذا قارنا هذه الجريدة بجريدة (الإيمان) التي تجنح إلى الأسلوب القديم، ألفيناها ذات أسلوب حديث في عرض موضوعاتها، وتستخدم لغة الصحافة الحديثة العربية. وهي منتشرة في عدن ولحج وإن كنت رأيت بعض نسخ منها في الأجزاء الأخرى من المحمية، وربما وجدت أيضاً في حضرموت حيث مستوى التعليم أعلى نوعا ما.
وقد سبق أن ذكرنا جريدة (الاعتصام) الحضرمية، ولكنه إذ لا مفر من طبع جميع الكتب الحضرمية في الخارج، كذلك الجرائد المطبوعة تأتي من الخارج. فمن ذلك أن الجرائد تستورد من جزائر الهند الشرقية الهولندية، ومن المرجح أن يكون من بينها جريدة (حضرموت) التي تطبع في سورابايا، في الهند الشرقية الهولندية، منذ نحو سنة ١٩٢٣. وكانت تطبع في سنغافورة جرائد عربية قبل الحرب الماضية، وعلى أنني لم أر واحدة منها، أرجح كل الترجيح أنها كانت من تحرير الحضارمة، وأنه ظلت الجرائد العربية تظهر هناك حتى عهد قريب. ومن الصحف المتداولة في المدن الساحلية للمحيط الهندي مجلة (العرب) التي تصف نفسها بأنها (جريدة إسلامية، أخبارية، أسبوعية، تصدر من