وفي صباح اليوم التالي توجه هلبرت إلى البلدة وانتظره أخوته ولكنه عاد فاشلاً، فما من فتاة قبلت الزواج منه. وهن يتعجبن كيف تسنى لميلي أن تحتمل أعباء المعيشة معهم. فأرسلوا هوسيا الذي يصغره في اليوم التالي ليجرب حظه. . . ثم الأصغر. . . ثم الأصغر. . . إلا أنهم أخفقوا جميعاً في مساعيهم. وأخيراً لم تجد ميلي مفراً من أن تقف فيهم قائلة:
(يا اخوتي الأعزاء، يجب أن تسلكوا طرقاً أخرى تمكنكم من نيل مآربكم، فلقد رفضت هؤلاء الفتيات الزواج منكم بعد أن سألتموهن، فلنجرب طريقة أخرى. لم لا تتزوجهن أولا ثم تسألوهن الموافقة بعدئذ!.)
فهتفوا في صوت واحد - وكيف ذلك؟
فقالت - لقد قرأت يوماً في كتاب التاريخ أن جماعة من الرومان تقدموا للزواج من فتيات بلدة من البلدان ولكن لسوء حظهم رفضت الفتيات أن يرتبطن معهن بتلك الرابطة، فما كان منهم إلا أن أغاروا على البلدة ليلاً وعادوا بنسائهم اللاتي اختاروهن عنوة معهم. فإذا لم تفعلوا أنتم مثلهم فلن أكون لكم أختاً بعدئذ، ولن تتقدم يدي إلى طعامكم أو ملابسكم، بل عليكم أنت أن تفعلوا كل شيء بأيديكم كسابق عهدكم.
فساد الصمت بينهم ولكن عاد صوتها يقول - أرجو ألا ينفذ اليأس إلى قلوبكم، فأن ما يجعلهن يحجمن عن الزواج بكم إنما هي تلك الإشاعات الكاذبة التي يفترونها القوم عليكم هناك، ولكني أؤكد أنه إذا ما قبلت إحداهن الزواج فسرعان ما تتقاطر الأخريات عليكم.
وبقيت صامتة فترة إلى أن خطر لها أن تسأل.
- هل هناك من يحرر عقوداً سوى الحاكم؟
فأجابوها - هناك قسيس فقير في الغابة.
- حسناً لقد انتهى الأمر.
كان اليوم أحد أيام الأعياد الوطنية، وقد اعتاد الأهالي، أن يتركوا أسلحتهم في منازلهم في مثل تلك الأعياد. وفي المساء وأهل البلدة في هرجهم ومرجهم إذ بهم يفاجئون بالأخوة بونتبي وقد أشهروا أسلحتهم مهددين. . . وسرعان ما انطلقوا هاربين بعد أن حملوا صفوة الفتيات التي اختاروهن ولم ينسوا أن يغلقوا أبواب البلدة خلفهم جيداً حتى وصلوا إلى