سريعي الاستنتاج الذي كثيراً ما يكون خطأ. وليس هذا لضعف طبيعي، بل هو نتيجة لازمة للتعليم التلقيني وصف عقولهم عن طريق التأمل والتفكير إلى طريق الحفظ. مثل هذا التعليم لا يلائم روح العصر الحاضر ولا يمكن بوساطته إخراج رجال يمكن البلاد الاعتماد عليهم في أعمالها ولا يكون لهم رأي محترم في دوائر البحث العلمية العالمية.
وقوة الملاحظة أو الفراسة صفة وراثية يصعب غرسها فيمن جرد منها. أما من اتصف بها فهو أوفق الأشخاص لأعمال البحث، إذ يمكنه بتهذيب هذه الصفة في نفسه وتنميتها أن يتمكن من كشف غوامض الأشياء وحل رموزهم بأبسط الطرق وأقربها منالا. وهذا ليس بسهل لأن السواد الأعظم من الناس يحاول حل المشكلات بأصعب الطرق وأكثرها تعرجا فيخيبون. ولا يفوز بسرعة الحل إلا الذي يتبع الطريق السهل الذي لبساطته وسهولته لا يخطر إلا ببال النوابغ.
٣ - غزارة المادة العلمية
من أوجب الواجبات أن يكون البحاث واسع الاطلاع دائب المذاكرة في الكتب والمراجع لا يفوته علم قديم أو حديث، وعليه أن يلم بشتى العلوم التي لها صلة بعمله ليستعين بها في حل معضلات أبحاثه وتعليل نتائجها. ولنضرب لذلك مثلاً المشتغل في البحوث البيولوجية، فواجبه إن أراد أن يكون من أعلامها أن يلم بأصول اللغات اللاتينية والإغريقية نظراً لاستعمال أصولهما في وضع الأسماء العلمية. وعليه أن يجيد علاوة على لغته لغتين أو ثلاثاً من اللغات الحية للاستعانة بمراجعها في بحوثه كما يجب أن يلم بالعلوم الرياضية وأن يعرف الفيزيقا العلمية والنواميس المتصلة بكافة ظواهر الحياة كالجذب السطحي والميوعة وما إليها. ويلم بالكيمياء وعلى الأخص كيمياء الأحياء. وأن تعذر عليه ذلك فليستعن بكيميائي وهذا ضعف.
والواجب على المشتغلين ببحوث أمراض النبات أن يلموا إلماماً تاماً بكيمياء المواد العضوية التي يتركب منها قسم النبات العائل وجسم الطفيل المسبب للمرض والذي يفرزها كلاهما. مثل كيمياء النشويات، والسكريات، والخلووزات، والبكتوزات، والتنبنات والأحماض والالدهيدات وأحماض الأمينو والجلوكوسيدات والأنزيمات والزيوت الطيارة والاسترات وهلم جرا. ومن رأى أكابر العلماء الحديثين في دراسة علم أمراض النباتات أن