بحوث هذا العلم تتوقف في نجاحها على فهم كيمياء العائل والطفيلي وما يطرأ في كليهما من التغيرات أثناء ارتباط حياة بعضهما ببعض. لذلك كان أغلب المتخصصين في البكتريولوجيا حاصلين على درجات في علم الكيمياء. وواجب الباحث في أمراض النباتات أن يكون متمكنا من علم الكيمياء غير العضوية لتساعده على البحث في المبيدات الفطرية ويتحتم عليه أن يحيط بأصول علم الأرصاد الجوية (المتريولوجيا) وعلم الجيولوجيا وفيزيقا التربة لما لهذا العلوم من العلاقة التامة بحدوث الأمراض وانتشارها. كما يتحتم عليه الإلمام بعلوم الزولوجيا (علم الحيوان) والحشرات لأن كثيراً من الحيوانات والحشرات تنقل الأمراض النباتية وتسببها كأن تحدث أوراما في جسم النبات تشبه الأورام الباثولوجية، فمعرفته بالآفات الحشرية تساعده على أن تكون استنتاجاته صحيحة مجدية. وليس لعمل المشتغل ببحوث أمراض النباتات أية قيمة مطلقاً إن كان قاصر المعرفة بعلم النبات؛ إذ كيف يمكنه دراسة المرض وتأثيره بدون أن يعرف تركيب النبات وتشريحه وتركيب أنسجته في حالة الصحة وما يطرأ عليها من التغير بسبب المرض وعلى وظائف النبات من الخلل بسبب البيئة؟ لذلك كان لعلم الفسيولوجيا النباتية المنزلة الأولى في بحوث أمراض النباتات إذ لا يمكن للباحث أن يعرف أحوال النبات المريض إلا إذا كان ملماً بالكيفية التي يؤدي بها النبات السليم وظائفه. ومن أوجب الواجبات على الباحثين في أمراض النبات أن يتبحروا في العلوم الزراعية على اختلافها، وفي فلاحة البساتين بصفة خاصة.
ونظراً للتشابه الكبير بين الباثولوجيا النباتية والحيوانية كان من المستحسن أن يتصل المشتغلون بالبحث في هذين العلمين ببعضهم البعض زيادة في الاستفادة.
وما يقال عن الباحثين في العلوم البيولوجية يقال عن غيرهم. من الذين يشتغلون بالبحث في مختلف العلوم.
٤ - القدرة على تصميم التجارب وتنفيذها واستخلاص النتائج
لا بد للباحث عند وضع نظريته أن يثبتها بسلسة من التجارب يكررها عدة سنوات ليتأكد من ثبات نتائجها وصحتها، لذلك يبدأ الباحث في بناء بحثه بكثرة المشاهدة وجمع البيانات على أساس إحصائي لتتكون عنده فكرة عامة عن موضوع بحثه وتتجمع له المعلومات التي