العمل الجدي على توحيد ثقافات المعلمين بضم معاهدهم المتنافرة المتناحرة بعضها إلى بعض في معهد واحد ليكون الجميع يداً واحدة متناصرين متعاونين متجهين جميعاً الاتجاه الصحيح في تفكيرهم وبحوثهم وعملهم في سبيل وحدة الأمة المنشودة. وإنه لن يتم للبلاد ما ينادي به الزعيم الوطني الكبير علي ماهر باشا في أن يتحد أبناؤها اتحاداً شاملاً حرا وأن يكون هذا الاتحاد اتحاد في القرية واتحاد في الإقليم واتحاداً في عاصمة البلاد كما ذكر رفعته في حديثه لمراسِل جديدة الأهرام بتاريخ ١١ مايو سنة ١٩٤٥؛ أقول لن تتم تلك الوحدة العزيزة المنشودة إلا إذا وضعنا أساسها بين معاهد تخريج المعلمين من اليوم ليكون المعلمون على مر الزمان دعاة تلك الوحدة وأنصارها والقابضين على زمامها في القرية والمدينة والعاصمة. ولتكون المدرسة نواة الإصلاح الحق في بناء تلك الوحدة وتدعيمها كما هو الحال عند غيرنا من الأمم التي سبقتنا في مضمار الحياة الحرة الكريمة. وإنا لنغتبط كل الاغتباط بما جاء في سياق حديث رفعته الممتع من حماس للوحدة القومية إذ قال:(وما دام الحق واحدا لا يتعدد فالوحدة القومية التي فيها إنقاذ شرف الأمة يجب أن تكتسح كل من يقف في سبيلها).
لهذا نأمل أن يعمل العاملون في بناء هذه الوحدة فوراً على وضع أساسها وتدعيم جدرانها بتوحيد معاهد المعلمين وتوحيد ثقافاتهم حتى يبني البناء الشامخ على أساس وطيد سليم لا تزعزعه العواطف بل لا تزيده إلا تماسكاً وقوة وعزة ورفعة.