إني - منذ تفضلت فأهديت إليّ تحفتك الأخيرتين - أتفيأ ظلال حديقة أبي العلاء، أنعم بوارف هذا الظل وأمتع ناظري بجمال تنسيقها ووشى أزهارها وأجتني ثمارها وأتذوق عذب نميرها، وأهنأ برسالة الهناء وما حوت من طريف اللغة ودقيق المعاني وما كشفت من نواحي الحياة الوضاءة حيناً والمظلمة أحياناً، وأعجب من هذه القدرة التي حباك الله بها فيسرت العسير، وذللت الصعب الممتنع، وسقت لنا فلسفة أبي العلاء وأدب أبي العلاء وخيال أبي العلاء الشعري الرائع في أسلوب جزل حلو جذاب وثاب ينفذ إلى القلوب فيهز مشاعر النفس وجوانب الحس. وقد عقدت الموازنة الطريفة بين حديقة أبي العلاء كما نسقها بنانك ورواها بيانك، وبين غابة أبي العلاء بوحشيتها المحببة وروعتها الموطأة.
فلك منى الشكر على كريم هديتك، والتهنئة على عظيم توفيقك. ولا عجب فماضيك في الأدب يحمل أكبر الدلالة على حاضر موفق ومستقبل أكثر توفيقاً بإذن الله. فالله يكافئك على ما قدمته للعربية من روائع أدب تضيف إلى كنوزها كنوزاً وتحمل رسالة السلف إلى الخلف في يسر وجمال وإغراء.
والله يجزيك جزاء العاملين الصالحين.
المخلص
محمد العشماوي
المستشار الملكي
إدارة للأدب في فرنسا
أنشئت في العهد الأخير في وزارة المعارف العمومية الفرنسية إدارة للأدب عهد بالإشراف على كل ما يختص بالدفاع عن الأدب الفرنسي والكتاب الفرنسي الماضين والحاضرين والذين يظهرون في المستقبل وإبرازهما.
وستقدم هذه الإدارة المساعدات المالية لطبع المؤلفات العلمية التي يضعها كبار الكتاب العصريين، أو تقديم أداة العمل كالمعجم. وستعني أيضاً بإصدار الكتب الفرنسية إلى الخارج. وقد شرعت في وضع مرشد فرنسا الأدبي ليستعين به الأجانب.
وستحقق هذه الإدارة أمنية جورج دوهاميل بإنشاء (صندوق وطني للأدب) بحيث يمكن