قدميه لأنظار السابلة الشامتين، لا تسلم جثته بعد الموت من رصاصة انتقام وبصفة ازدراء
وهتلر سيد الألمان وصاحب الأمر المطاع في القارة التي تطلب الطاعة من جميع القارات. . .
من طفل مدلل، إلى جندي مخذول، إلى شريد على أبواب الصدقة في العاصمة النمسوية، إلى حلس قهوات في ميونخ عاصمة البافاريين، إلى وارث العرش العريق في برلين، وسيد الأمة المختارة كما قال بين أمم العالمين. كلمة فإذا العالم يتساءل ماذا يريد؟ وهمسة فإذا هي أجهر في الآذان من البروق والرعود، وحركة فإذا الأكف على الصدور، وغضبة فإذا المغرب والمشرق يتحدثان بالشرور وعظائم الأمور.
عاش ليفتح الأرض بما رحبت، ومات لتضن عليه الأرض بقبر من ألوف القبور.
وفي روسيا، أين دولة القياصرة ومن كان منهم يدعى بالأب الصغير إذا دعي الله بالأب الكبير؟
وفي القسطنطينية أين دولة الخواقين ومن كان منهم يدعى بظل الله وخليفة رسول الله؟
وفي أمة الفرس أين عرش الأكاسرة؟ وفي أمم الصين أين عرش أبناء السماء؟
لا تسل عن هؤلاء وسل عن لينين وكمال ورضا وشيان، وكلهم بين طالب منفي وجندي ناشئ وثائر مغضوب عليه.
ودع السياسة والحرب وانظر إلى النسك والزهادة تر في الهند ناسكاً حاسر الرأس حافي القدم ينازل الدولة التي صمدت للنزال، في ميادين السياسة وميادين القتال.
ودع النسك والزهادة وانظر إلى عواطف القلوب وخلجات النفوس تر العاهل العظيم الذي يتخلى عن ملكه ولا يتخلى عن زوجه وشريكة فؤاده وروحه.
ودع كل هذا وانظر إلى الصناعة والاختراع تر الإبداع الذي ينسيك كل إبداع: هاتف في أقصى المغرب تسمعه في لمحة عين وأنت على عشرات الألوف من الأميال، وطيارة تسابق الشمس فتذرع الشرق والغرب فيما بين ليلة ونهار.
ما من شيء في مصارع الدول ومقادير الشعوب، وما من شيء في مظاهر القوة بين مظهر خادع ومظهر صحيح. وما من شيء في أفانين الدعوة التي تقال ولا تقال، وما من شيء في أساليب الغلب بالسياسة أو بالسلاح، وما من شيء في موازيين التقدير ومقاييس النجاح