(وقد كنت في ربان الحداثة، وجن النشاط، مائلاً في صفو القريض، أعتده بعض مآثر الأديب، ومن أشرف مراتب البليغ، ثم رفضته رفض السقب غرسه، والرأل تريكته؛ رغبة عن أدب معظم جيده كذب، ورديئه ينقص ويجدب).
وقال مستملي أبي العلاء الذي كتب ثبت كتبه كما رواه ياقوت في معجم الأدباء:
(ومن غير هذا الجنس كتاب لطيف فيه شعر قيل في الدهر الأول يعرف بكتاب سقط الزند وهو ثلاثة آلاف بيت)
وفي سقط الزند قصائد قالها في بغداد، وأخرى أرسلها إلى بغداد بعد رجوعه إلى المعرة سنة أربعمائة، وأبيات قيلت بعد سنين كثيرة من اعتكافه في المعرة كالبيتين اللذين مدح بهما القاضي ابن نصر المالكي. فإن هذا القاضي مر بالمعرة في طريقه من بغداد إلى القاهرة، ولم تطل إقامته بمصر، فتوفي بها سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، فقد نظم المعري هذين البيتين حوالي سنة عشرين وأربعمائة. ومرثية جعفر بن علي بن المهذب التي مطلعها:
أحسن بالواجد من وجده ... صبر يُعيد النار في زنَده
والمجموعة الثانية هي التي سماها (لزوم ما لا يلزم)
- ٢ -
هذه المجموعة الثانية من أشعار أبي العلاء قد نظمت بعد رجوعه من بغداد. وقد خط خطتها، وتكلف لها ما تكلف من لزوم ما لا يلزم. ومن استيعاب الحروف الهجائية على الحركات الثلاث والسكون. قال في مقدمتها:
(كان من سوالف الأقضية أني أنشأت أبنية على أوراق توخيت فيها صدق الكلمة، ونزهتها عن الكذب والميط. ولا أزعمها كالسمط المتخذ، وأرجو ألا تحسب من السميط. فمنها ما هو تمجيد لله الذي شرف عن التمجيد. . . الخ).