وسواء أكان العرب الذين استقروا في مصر قيسيين أم يمنيين فإنهم وافدون من جزيرة العرب ذات المقومات الخاصة في الدين واللغة والجنس، ونحن نعرف من تاريخهم أكثر مما نعرف من تاريخ القبط والروم والفرس والبربر؛ فالاتجاه إلى بحث الجنس العربي وحده اتجاه يسير الجدوى قليل الأثر.
وإني أرجو أن يتعاون الباحثون عن تكوين الشعب المصري الجديد تعاوناً يستند على أصول دقيقة من البحث العلمي حتى تقوم دراسة الأدب العربي المصري على أسس صحيحة من البحث المنتج السليم.
السيد خليل
طباعية لا طبعية ولا طبيعية
قال الإمام العالم الأديب أبو حيان التوحيدي في المقابسة الثانية والعشرين فيما بين المنطق والنحو من المناسبات ص ١٧٢
من كتاب المقابسات - وشهادة النحو طباعية، وشهادة المنطق عقلية - فنسب إلى طِباع ولم ينسب إلى طبيعة، وتحرز بذلك المشكلة القائمة الآن في النسب إليها، وقد جاء في القاموس: الطبع والطبيعة والطباع ككتاب السجية جبل عليها الإنسان أو الطباع ككتاب ما ركب فينا من المطعم والمشرب وغير ذلك من الأخلاق التي لا تزايلنا، كالطامع كصاحب
فهل لنا أن نقلد ذلك الإمام الجليل في تلك النسبة، ونقول في هذا المعنى - طباعية وطباعي - ولا نقول طبِيعي ولا طَبَيعي لأن النسبة الأولى تخالف القياس في المنسوب إلى ما يكون إلى فَعِيلة
والنسبة الثانية تلتبس بالنسبة إلى طَبَع بفتح الطاء، والباء، وهو الصدأ والدنس، ولاشك أن مثل هذا الالتباس له حكمه في اللغة، وقد أوجب دفعه كثيراً من أحكام النحو.
عبد المتعال الصعيدي
أين شعراؤنا
رحم الله (شوقياً) و (حافظاً) إني كلما جد حادث في مصر أو في الشرق، تذكرت هذين الشاعرين فسكبت عليهما الدموع، ولعلهما لو عاشا إلى أيامنا هذه لقرأنا لهما القصائد الجياد