للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولما رأينا الناس حيرى لهِدّة ... بدت بأساس الدين بعد تأطد

أفضنا دموعاً بالدماء مشوبة ... وقلنا: لقد مات الخليل بن احمد!

قلت: بعد توطد، وتوطد الشيء تثبت، ولم ترد (تأطد) في كلام، ولما اضطر الوزن أبا تمام إلى أن يقول في بيت له (تأطدت) وهي (اتطدت) ضجّ اللغويون، ونقد الناقدون. وأبو بكر عن الهمز والخطأ في بيته في مندوحة.

* ج ١٦ ص ٩٩: كتب الفتح بن خاقان إلى الجاحظ كتاباً يقول في فصل منه: إن أمير المؤمنين يَجِدُّ بك، ويهش عند ذكرك، ولولا عظمتك في نفسه لعلمك ومعرفتك لحال بينك وبين بعدك عن مجلسه، ولغصبك رأيك وتدبيرك فيما أنت مشغول به ومتوفر عليه، وقد كان ألقى إلى من هذا عنوانه، فزدتك في نفسه زيادة كف بها عن تجشيمك؛ فاعرف لي هذه الحال. . .

قلت. يَجِدُ بك من وجد يجد لا من يجد. ووجد به:

أحبه واغتبط به كما في النهاية. ولأبي العباس الزراري:

لي صديق قد صيغ من سوء عهد ... ورماني الزمان فيه بصد

كان وجدي به فصار عليه ... وظريف زوال وجد بوجد

وجدي به: حبي إياه، ووجدي عليه غضبي عليه. ولهذا الفعل مصادر ومعان كثيرة تذكرها المعجمات.

* ج ١٦ ص ١٦٣: وهذا كعب بن مالك الأنصاري عتب على امرأته فضربها حتى حال بنوها بينهما فقال:

لولا بنوها حولها لخبطتها ... إلى أن تُداني الموت غير مذمم

ولكنهم حالوا بمعنى دونها ... فلا تعدميهم بين ناه ومقسم

فمالت وفيها حائش من عبيطها ... كحاشية البرد اليماني المسهّم

وجاء في الشرح: الحائش: أصلا جماعة النخل، ولا واحد له.

(قلت): جائش - بالجيم - أي فائض، سائل.

و (قلت): أكرم من الشعر المتقدم شعر القائل:

رأيت رجالاً يضربون نساءهم ... فشلت يميني حين اضرب زينا

<<  <  ج:
ص:  >  >>