للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معين معلوم وإن لم يعينه القرآن إلا أنه معين باتفاق الصحابة والمذاهب الإسلامية عليه.

ثم إن الصلوات اليومية الخمس تؤدي في أوقات معينة معلومة لا يمكن المصلي أن يتخطاها وإلا اعتبر وأصبحت صلاته باطلة. وأما الدعاء فإنه يكون في أي وقت وفي أي صورة يريدها المتضرع؛ فهو لا يتقيد بقيود ولا يتعين بشكل خاص ولا يكون في الصلاة إلا في مواضع معينة مخصوصة.

وكلمة (صلاة) آرامية في الأصل ثم استعملها اليهود فأصبحت لفظة آرامية عبرية دخلت اللغة العربية عن طريق اليهود أو المسيحيين. استخدام اليهود هذه الكلمة (صلوتة) في الأزمنة المتأخرة من عهد التوراة حتى أصبحت كلمة مألوفة ذات معنى ديني خاص. وفي القاموس (والصلوات كنائس اليهود وأصله بالعبرانية صلوتة) ومن جملة الصلاة (الدعاء) إلا أن (الدعاء) في الإسلام هو الابتهال إلى الله بالسؤال والرغبة فيما عنده من خير. ويقابل لذلك في العبرية كلمة (تحنونيم) ومعناها التضرعات والدعاء! وأما الصلاة التي هي ركوع وسجود فإنها تقابل لفظة (تفلوت) التي تعني صلوات قبل أن تخصص الصلاة عند اليهود بكلمة (صلوتة) الآرامية في عهود التوراة المتأخرة.

والذي لاحظه المتبعون أن الشعوب القديمة حتى البربرية منها كانت تقوم بفروض دينية يصح أن نطلق عليها لفظة (صلاة) ومن بين ما عثر عليه المنقبون بعض النصوص القديمة التي كان يقرؤها الآشوريون والبابليون في الصلاة. والصلاة عادة طقوس خاصة وشرائط لا بد منها؛ وبدون هذه الشروط تكون الصلاة باطلة غير مقبولة مثل ضرورة الغسل وشروط الملابس والبخور والوضع في المعبد وما يجب على المرء أن يقوم به أثناء الصلاة وهي تختلف باختلاف الأمم وعقليات الشعوب.

وقد لعبت الصلاة في العصور الوثنية دوراً هاماً. اعتقد الوثنيون أن المرء متى أحسن أداء الصلاة وقرأ النصوص التي لا بد منها كما هي مكتوبة وقام بجميع أركان الصلاة وناجي آلهته في صلاته بأسمائها الصحيحة فإن الآلهة تلبي طلب المصلي لا محالة وتجبر على إجابة رغباته حتماً.

وفي استطاعة المصلي أيضاً إذا ما كرر الكلمات المقدسة في صلاته طرد الأرواح الخبيثة والعوالم الشريرة عنه وفي المصلي استخدام الأرواح العليا لقضاء مصالحه وطلباته ولتنفيذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>